كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

بِغَيْرِ وَاو
( قَانِتِينَ )
: قِيلَ مَعْنَاهُ مُطِيعِينَ ، وَقِيلَ سَاكِتِينَ أَيْ عَنْ كَلَام النَّاس لَا مُطْلَق الصَّمْت
( قَالَتْ عَائِشَة سَمِعْتهَا مِنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: قَالَ الْبَاجِيُّ : يُحْتَمَل أَنَّهَا سَمِعَتْهَا عَلَى أَنَّهَا قُرْآن ثُمَّ نُسِخَتْ كَمَا فِي حَدِيث الْبَرَاء الَّذِي رَوَاهُ مُسْلِم ، فَلَعَلَّ عَائِشَة لَمْ تَعْلَم بِنَسْخِهَا أَوْ اِعْتَقَدَتْ أَنَّهَا مِمَّا نُسِخَ حُكْمه وَبَقِيَ رَسْمه ، وَيُحْتَمَل أَنَّهُ ذَكَرَهَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَنَّهَا مِنْ غَيْر الْقُرْآن لِتَأْكِيدِ فَضِيلَتهَا فَظَنَّتْهَا قُرْآنًا فَأَرَادَتْ إِثْبَاتهَا فِي الْمُصْحَف لِذَلِكَ . قَالَ الزَّرْقَانِيُّ فِي شَرْح الْمُوَطَّإِ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ .
348 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( الزِّبْرِقَان )
: بِكَسْرِ زَاءِ الْمُعْجَمَة وَسُكُون الْمُوَحَّدَة وَكَسْر رَاء الْمُهْمَلَة
( بِالْهَاجِرَةِ )
: أَيْ فِي شِدَّة الْحَرّ عَقِب الزَّوَال
( أَشَدّ )
: أَيْ أَشَقّ وَأَصْعَب
( فَنَزَلَتْ حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ مَا كَانَ يَنْبَغِي أَنْ تُضَيِّعُوهَا لِثِقَلِهَا عَلَيْكُمْ فَإِنَّهَا الْوُسْطَى أَيْ الْفُضْلَى
( وَقَالَ )
: أَيْ زَيْد بْن ثَابِت ، أَوْ قَالَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْأَوَّل هُوَ الصَّوَاب قَالَهُ فِي الْمِرْقَاة . قُلْت : وَتُؤَيِّدهُ رِوَايَة الطَّحَاوِيِّ عَنْ زَيْد بْن ثَابِت قَالَ كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الظُّهْر بِالْهَجِيرِ وَكَانَتْ أَثْقَل الصَّلَوَات عَلَى أَصْحَابه فَنَزَلَتْ ( { حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَات وَالصَّلَاة الْوُسْطَى } ) لِأَنَّ قَبْلهَا صَلَاتَيْنِ وَبَعْدهَا صَلَاتَيْنِ اِنْتَهَى
( إِنَّ قَبْلهَا صَلَاتَيْنِ )
: أَيْ إِحْدَاهُمَا نَهَارِيَّة وَأُخْرَى لَيْلِيَّة
( وَبَعْدهَا صَلَاتَيْنِ )
: أَيْ إِحْدَاهُمَا نَهَارِيَّة وَأُخْرَى لَيْلِيَّة أَوْ هِيَ وَاقِعَة وَسَط النَّهَار @

الصفحة 81