كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

351 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( الَّذِي تَفُوتهُ صَلَاة الْعَصْر )
: أَيْ بِغُرُوبِ الشَّمْس أَوْ اِصْفِرَارهَا أَوْ بِخُرُوجِ وَقْتهَا الْمُخْتَار
( فَكَأَنَّمَا وُتِرَ )
: بِضَمِّ الْوَاو وَكَسْر الْفَوْقِيَّة عَلَى بِنَاء الْمَفْعُول : أَيْ سُلِبَ وَأُخِذَ
( أَهْله وَمَاله )
: بِنَصْبِهِمَا وَرَفْعهمَا ، فَمَنْ رَدّ النَّقْص إِلَى الرَّجُل نَصَبَهُمَا ، وَمَنْ رَدَّهُ إِلَى الْأَهْل وَالْمَال رَفَعَهُمَا أَيْ فَكَأَنَّمَا فَقَدَهُمَا بِالْكُلِّيَّةِ أَوْ نَقَصَهُمَا . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَى قَوْله وُتِرَ أَيْ نُقِصَ أَوْ سُلِبَ فَبَقِيَ وِتْرًا فَرْدًا بِلَا أَهْل وَلَا مَال ، يُرِيد فَلْيَكُنْ حَذَره مِنْ فَوْتهَا كَحَذَرِهِ مِنْ فَوَات أَهْله وَمَاله
( عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر )
: اِبْن حَفْص أَحَد الْفُقَهَاء السَّبْعَة ، يُرْوَى عَنْ سَالِم وَنَافِع أَنَّهُ قَالَ فِي رِوَايَته بِإِسْنَادِهِ إِلَى عَبْد اللَّه بْن عُمَر
( أُتِرَ )
: بِضَمِّ الْهَمْزَة وَكَسْر التَّاء الْفَوْقَانِيَّة قُلِبَتْ الْوَاو هَمْزَة كَمَا فِي أُجُوه وَأُورِيَ ، وَكَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : { وَإِذَا الرُّسُلُ أُقِّتَتْ } قَالَ الْبَيْضَاوِيّ وَقَرَأَ أَبُو عَمْرو { وُقِّتَتْ } عَلَى الْأَصْل . قَالَ الْخَفَاجِيُّ : قَوْله : عَلَى الْأَصْل لِأَنَّ الْهَمْزَة مُبْدَلَة مِنْ الْوَاو الْمَضْمُومَة وَهُوَ أَمْر مُطَّرِد كَمَا بَيَّنَ فِي مَحَلّه
( وَاخْتُلِفَ عَلَى أَيُّوب )
: السِّخْتِيَانِيِّ فِي رِوَايَته عَنْ نَافِع
( فِيهِ )
: فِي هَذَا الْحَدِيث ، فَرَوَى حَمَّاد بْن سَلَمَة عَنْ أَيُّوب عَنْ نَافِع عَنْ اِبْن عُمَر مِثْل رِوَايَة مَالِك وُتِرَ بِالْوَاوِ وَغَيْر حَمَّاد رَوَى عَنْ أَيُّوب أُتِرَ بِالْهَمْزَةِ ، وَرِوَايَة حَمَّاد هَذِهِ أَخْرَجَهَا أَبُو مُسْلِم الْكَجِّيُّ كَذَا فِي الْفَتْح
( قَالَ وُتِرَ )
بِضَمِّ الْوَاو ، وَرِوَايَة الزُّهْرِيّ هَذِهِ وَصَلَهَا مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ ، وَمَقْصُود الْمُؤَلِّف تَرْجِيح رِوَايَة وُتِرَ بِالْوَاوِ لِاتِّفَاقِ أَكْثَر الْحُفَّاظ عَلَى ذَلِكَ اللَّفْظ ، وَاَللَّه أَعْلَم .@

الصفحة 85