كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

قَالَهُ عَلِيّ الْقَارِي
( حِين خَرَجَ )
: أَيْ مِنْ الْحُجْرَة الشَّرِيفَة
( لَوْلَا أَنْ تَثْقُل عَلَى أُمَّتِي )
: قَالَ وَلِيّ الدِّين : بِفَوْقِيَّةٍ بِأَصْلِنَا ، أَيْ هَذِهِ الصَّلَاة ، وَيَجُوز بِتَحْتِيَّةٍ أَيْ هَذَا الْفِعْل
( لَصَلَّيْت بِهِمْ )
: أَيْ دَائِمًا . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .
357 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَبْقَيْنَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: بَقَيْنَا بِفَتْحِ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَالْقَاف مَعَ خِفَّتهَا عَلَى وَزْن رَمَيْنَا أَيْ اِنْتَظَرْنَاهُ مِنْ بَقَّيْته وَأَبْقَيْته اِنْتَظَرْته ، وَأَبْقَيْنَا بِالْهَمْزِ . فَهُوَ صَحِيح أَيْضًا فِي الصِّحَاح بَقَّيْته وَأَبْقَيْته سَوَاء ، وَبَقَّيْنَا بِلَا هَمْز أَشْهَر رِوَايَة
( أَعْتِمُوا )
: مِنْ بَاب الْأَفْعَال
( بِهَذِهِ الصَّلَاة )
: الْبَاء لِلتَّعَدِّيَةِ أَيْ اُدْخُلُوهَا فِي الْعَتَمَة أَوْ لِلْمُصَاحَبَةِ أَيْ اُدْخُلُوا فِي الْعَتَمَة مُلْتَبِسِينَ بِهَذِهِ الصَّلَاة ، فَالْجَارّ وَالْمَجْرُور حَال . قَالَ الطِّيبِيُّ : يُقَال : أَعْتَمَ الرَّجُل إِذَا دَخَلَ فِي الْعَتَمَة وَهِيَ ظُلْمَة اللَّيْل ، وَالْمَعْنَى : أَخِّرُوا بِالْعِشَاءِ الْآخِرَة
( فَإِنَّكُمْ قَدْ فُضِّلْتُمْ بِهَا عَلَى سَائِر الْأُمَم )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : فِيهِ دَلِيل عَلَى أَنَّ شَرْع مَنْ قَبْلنَا شَرْع لَنَا مَا لَمْ يَرِد النَّسْخ
( وَلَمْ تُصَلِّهَا أُمَّة قَبْلكُمْ )
: قَالَ عَلِيّ الْقَارِي : التَّوْفِيق بَيْنه وَبَيْن قَوْله فِي حَدِيث جَبْرَئِيلَ : هَذَا وَقْت الْأَنْبِيَاء مِنْ قَبْلك وَاَللَّه أَعْلَم أَنَّ@

الصفحة 89