كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

صَلَاة الْعِشَاء كَانَتْ تُصَلِّيهَا الرُّسُل نَافِلَة لَهُمْ أَيْ زَائِدَة ، وَلَمْ تُكْتَب عَلَى أُمَمهمْ كَالتَّهَجُّدِ فَإِنَّهُ وَجَبَ عَلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَجِب عَلَيْنَا . وَقَالَ مَيْرك : يَحْتَمِل أَنَّهُ أَرَادَ أَنَّهُ لَمْ تُصَلِّهَا عَلَى النَّحْو الَّذِي تُصَلُّونَهَا مِنْ التَّأْخِير وَانْتِظَار الِاجْتِمَاع فِي وَقْت حُصُول الظَّلَام وَغَلَبَة الْمَنَام عَلَى الْأَنَام .
358 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( صَلَاته الْعَتَمَة )
: أَيْ الْعِشَاء الْآخِرَة
( مَضَى نَحْو )
: أَيْ قَرِيب
( مِنْ شَطْر اللَّيْل )
أَيْ نِصْفه
( فَقَالَ )
: أَيْ فَخَرَجَ فَقَالَ
( خُذُوا مَقَاعِدكُمْ )
: أَيْ اِلْزَمُوهَا أَوْ يُقَال مَعْنَاهُ أَيْ اِصْطَفُّوا لِلصَّلَاةِ
( فَأَخَذْنَا مَقَاعِدنَا )
: أَيْ مَا تَفَرَّقْنَا عَنْ أَمَاكِننَا
( فَقَالَ إِنَّ النَّاس )
: أَيْ بَقِيَّة أَهْل الْأَرْض لِمَا فِي خَبَر آخَر : " لَا يَنْتَظِرهَا أَحَد غَيْركُمْ ، فَتَعَيَّنَ الْمُرَاد مِنْ النَّاس غَيْر أَهْل مَسْجِد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( قَدْ صَلَّوْا )
: بِفَتْحِ اللَّام
( وَأَخَذُوا مَضَاجِعهمْ )
: أَيْ مَكَانهمْ لِلنَّوْمِ يَعْنِي وَنَامُوا
( وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلَاة )
: أَيْ حُكْمًا وَثَوَابًا
( وَلَوْلَا ضَعْف الضَّعِيف )
: مِنْ جِهَة الْيَقِين أَوْ الْبَدَن
( وَسُقْم السَّقِيم )
: بِضَمِّ السِّين وَسُكُون الْقَاف وَبِفَتْحِهِمَا
( لَأَخَّرْت )
: أَيْ دَائِمًا
( إِلَى شَطْر اللَّيْل )
: أَيْ نِصْفه أَوْ قَرِيبًا مِنْهُ وَهُوَ الثُّلُث . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .@

الصفحة 90