كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 2)

359 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَيَنْصَرِف النِّسَاء )
: أَيْ اللَّاتِي يُصَلِّينَ مَعَهُ
( مُتَلَفِّعَات )
: بِالنَّصْبِ عَلَى الْحَالِيَّة أَيْ مُسْتَتِرَات وُجُوههنَّ وَأَبْدَانهنَّ
( مُرُوطهنَّ )
: الْمِرْط بِالْكَسْرِ كِسَاء مِنْ صُوف أَوْ خَزّ يُؤْتَزَر بِهِ ، وَقِيلَ : الْجِلْبَاب وَقِيلَ الْمِلْحَفَة . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : وَالْمُرُوط : أَكْسِيَة تُلْبَس
( مَا يُعْرَفْنَ )
: مَا نَافِيَة أَيْ مَا يَعْرِفهُنَّ أَحَد
( مِنْ الْغَلَس )
: قَالَ الطِّيبِيُّ : مِنْ اِبْتِدَائِيَّة بِمَعْنَى لِأَجْلِ . اِنْتَهَى . وَقَالَ الْخَطَّابِيُّ : الْغَلَس : اِخْتِلَاط ضِيَاء الصُّبْح بِظُلْمَةِ اللَّيْل ، وَالْغَبَش قَرِيب مِنْهُ إِلَّا أَنَّهُ دُونه . وَفِيهِ حُجَّة لِمَنْ رَأَى التَّغْلِيس بِالْفَجْرِ ، وَهُوَ الثَّابِت مِنْ فِعْل أَبِي بَكْر وَعُمَر وَعُثْمَان وَغَيْرهمْ مِنْ الصَّحَابَة اِنْتَهَى . وَقَالَ الْحَافِظ فِي الْفَتْح : فِي الْحَدِيث اِسْتِحْبَاب الْمُبَادَرَة بِصَلَاةِ الصُّبْح فِي أَوَّل الْوَقْت ، وَجَوَاز خُرُوج النِّسَاء إِلَى الْمَسَاجِد لِشُهُودِ الصَّلَاة فِي اللَّيْل ، وَيُؤْخَذ مِنْهُ جَوَازه فِي النَّهَار مِنْ بَاب أَوْلَى لِأَنَّ اللَّيْل مَظِنَّة الرِّيبَة أَكْثَر مِنْ النَّهَار ، وَمَحَلّ ذَلِكَ إِذَا لَمْ يُخْشَ عَلَيْهِنَّ أَوْ بِهِنَّ فِتْنَة . اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ ، وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَغَيْره مِنْ حَدِيث عُرْوَة عَنْ عَائِشَة .@

الصفحة 91