كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)
وَاِتَّخَذَهُ مَنَاخًا لَا يَبْرُك إِلَّا فِيهِ وَالْوَجْه الْآخَر أَنْ يَبْرُك عَلَى رُكْبَتَيْهِ قَبْل يَدَيْهِ إِذَا أَرَادَ السُّجُود بَرْك الْبَعِير عَلَى الْمَكَان الَّذِي أَوْطَنَهُ ، وَأَنْ لَا يَهْوِي فِي سُجُوده ، فَيُثْنِي رُكْبَتَيْهِ حَتَّى يَضَعهَا بِالْأَرْضِ عَلَى سُكُون وَمَهْل . قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ .
قُلْت : الْوَجْه الثَّانِي لَا يَصِحّ هَاهُنَا لِأَنَّهُ لَا يُمْكِن أَنْ يَكُون مُشَبَّهًا بِهِ ، وَأَيْضًا لَوْ كَانَ أُرِيدَ هَذَا الْمَعْنَى لَمَا اُخْتُصَّ النَّهْي بِالْمَكَانِ فِي الْمَسْجِد فَلَمَّا ذُكِرَ دَلَّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد هُوَ الْأَوَّل قَالَ اِبْن حَجَر : وَحِكْمَته أَنْ يُؤَدِّي إِلَى الشُّهْرَة وَالرِّيَاء وَالسُّمْعَة وَالتَّقَيُّد بِالْعَادَاتِ وَالْحُظُوظ وَالشَّهَوَات وَكُلّ هَذِهِ آفَات أَيّ آفَات فَتَعَيَّنَ الْبُعْد عَمَّا أَدَّى إِلَيْهَا مَا أَمْكَنَ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ .
732 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ سَالِم الْبَرَّاد )
: هُوَ أَبُو عَبْد اللَّه الْكُوفِيّ عَنْ اِبْن مَسْعُود وَأَبِي مَسْعُود ، وَعَنْهُ عَطَاء بْن السَّائِب وَإِسْمَاعِيل بْن أَبِي خَالِد وَثَّقَهُ اِبْن مَعِين وَغَيْره
( فَلَمَّا رَكَعَ وَضَعَ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ )
: فِيهِ رَدّ عَلَى أَهْل التَّطْبِيق
( وَجَعَلَ أَصَابِعه أَسْفَل مِنْ ذَلِكَ )
: الْمَعْنَى أَنَّهُ وَضَعَ كَفَّيْهِ عَلَى الرُّكْبَتَيْنِ وَأَصَابِعه أَسْفَل مِنْهُمَا ، وَفِي رِوَايَة النَّسَائِيِّ وَضَعَ رَاحَتَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَجَعَلَ أَصَابِعه مِنْ وَرَاء رُكْبَتَيْهِ
( وَجَافَى بَيْن @
الصفحة 105