كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)
733 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَنَسَبَنِي )
: نَسَبَ صِيغَة الْمَاضِي مِنْ التَّفْصِيل أَيْ أَظْهَرَ ، وَذَكَرَ أَبُو هُرَيْرَة نَسَبه مَعِي وَجَعَلَنِي فِي نَسَبه وَبِالْفَارِسِيَّةِ بس إظهار نسب كردبا من ومرا دررشته ونسب خود داخل كرد . قَالَ فِي أَسَاس الْبَلَاغَة وَمِنْ الْمَجَاز قَوْلهمْ : جَلَسْت إِلَيْهِ فَنَسَبَنِي فَانْتَسَبْت لَهُ . اِنْتَهَى . وَلَيْسَ الْمُرَاد أَنَّهُ سَأَلَ عَنْ نَسَبِي لِأَنَّهُ يُقَال لِلرَّجُلِ إِذَا سُئِلَ عَنْ نَسَبه اِسْتَنْسِبْ لَنَا أَيْ اِنْتَسِبْ لَنَا حَتَّى نَعْرِفك . قَالَهُ أَبُو زَيْد كَذَا فِي اللِّسَان
( فَانْتَسَبْت لَهُ )
: صِيغَة الْمُتَكَلِّم مِنْ الِافْتِعَال ، وَمِنْ خَوَاصّه الْمُطَاوَعَة وَمَعْنَاهُ فَاتَّصَلْت مَعَهُ فِي النَّسَب وَاَللَّه أَعْلَم . قَالَ الْعِرَاقِيّ فِي شَرْح التِّرْمِذِيّ : لَا تَعَارُض بَيْنه وَبَيْن الْحَدِيث الصَّحِيح أَنَّ أَوَّل مَا يُقْضَى بَيْن النَّاس يَوْم الْقِيَامَة فِي الدِّمَاء ، فَحَدِيث الْبَاب مَحْمُول عَلَى حَقّ اللَّه تَعَالَى وَحَدِيث الصَّحِيح مَحْمُول عَلَى حُقُوق الْآدَمِيِّينَ فِيمَا بَيْنهمْ ، فَإِنْ قِيلَ فَأَيّهمَا يُقَدَّم مُحَاسَبَة الْعِبَاد عَلَى حَقّ اللَّه تَعَالَى وَمُحَاسَبَتهمْ عَلَى حُقُوقهمْ ؟ فَالْجَوَاب أَنَّ هَذَا أَمْر تَوْقِيفِيّ وَظَوَاهِر الْأَحَادِيث دَالَّة عَلَى أَنَّ الَّذِي يَقَع أَوَّلًا الْمُحَاسَبَة عَلَى حُقُوق اللَّه تَعَالَى قَبْل حُقُوق الْعِبَاد كَذَا فِي@
الصفحة 116