كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)

الْحَدِيث . اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ بِدُونِ الزِّيَادَة .
737 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَخْبَرَنَا شُعْبَة قَالَ )
: أَيْ شُعْبَة
( بِآيَةِ تَخَوُّف )
: مَصْدَر مِنْ التَّفَعُّل أَيْ بِآيَةٍ مُخَوِّفَة
( عَنْ صِلَة )
: بِكَسْرِ أَوَّله وَفَتْح اللَّام الْخَفِيفَة
( بْن زُفَر )
: بِضَمِّ الزَّاي وَفَتْح الْفَاء الْعَبْسِيّ بِالْمُوَحَّدَةِ كُنْيَته أَبُو الْعَلَاء أَوْ أَبُو بَكْر الْكُوفِيّ تَابِعِيّ كَبِير مِنْ الثَّانِيَة ثِقَة جَلِيل
( إِلَّا وَقَفَ عِنْدهَا )
: أَيْ عِنْد تِلْكَ الْآيَة
( فَسَأَلَ )
: أَيْ الرَّحْمَة
( فَتَعَوَّذَ )
: أَيْ مِنْ الْعَذَاب وَشَرّ الْعِقَاب . قَالَ اِبْن رَسْلَان : وَلَا بِآيَةِ تَسْبِيح إِلَّا سَبَّحَ وَكَبَّرَ وَلَا بِآيَةِ دُعَاء وَاسْتِغْفَار إِلَّا دَعَا وَاسْتَغْفَرَ ، وَإِنْ مَرَّ بِمَرْجُوٍّ سَأَلَ يَفْعَل ذَلِكَ بِلِسَانِهِ أَوْ بِقَلْبِهِ . وَالْحَدِيث يَدُلّ عَلَى مَشْرُوعِيَّة هَذَا التَّسْبِيح فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وَقَدْ ذَهَبَ الشَّافِعِيّ وَمَالِك وَأَبُو حَنِيفَة وَجُمْهُور الْعُلَمَاء إِلَى أَنَّهُ سُنَّة وَلَيْسَ بِوَاجِبٍ وَقَالَ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ التَّسْبِيح وَاجِب ، فَإِنْ تَرَكَهُ عَمْدًا بَطَلَتْ صَلَاته وَإِنْ نَسِيَهُ لَمْ تَبْطُل . وَقَالَ الظَّاهِرِيّ وَاجِب مُطْلَقًا ، وَأَشَارَ الْخَطَّابِيُّ إِلَى اِخْتِيَاره كَمَا مَرَّ وَقَالَ أَحْمَد : التَّسْبِيح فِي الرُّكُوع وَالسُّجُود وَقَوْل سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ ، وَرَبّنَا لَك الْحَمْد وَالذِّكْر بَيْن السَّجْدَتَيْنِ وَجَمِيع التَّكْبِيرَات وَاجِب فَإِنْ تَرَكَ مِنْهُ شَيْئًا عَمْدًا ، بَطَلَتْ صَلَاته وَإِنْ نَسِيَهُ لَمْ تَبْطُل وَيَسْجُد لِلسَّهْوِ هَذَا هُوَ الصَّحِيح عَنْهُ . وَعَنْهُ رِوَايَة أَنَّهُ سُنَّة كَقَوْلِ الْجُمْهُور . وَاحْتَجَّ الْمُوجِبُونَ بِحَدِيثِ عُقْبَة بْن عَامِر الْمَذْكُور وَبِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " صَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي " وَبِقَوْلِ اللَّه تَعَالَى : @

الصفحة 123