كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)
اِبْن حَجَر
( سُبْحَان رَبِّيَ الْعَظِيم )
: بِفَتْحِ الْيَاء وَيُسْكَن
( فَكَانَ قِيَامه )
: أَيْ بَعْد الرُّكُوع يَعْنِي اِعْتِدَاله
( نَحْوًا مِنْ قِيَامه )
: وَفِي بَعْض النُّسَخ نَحْوًا مِنْ رُكُوعه . قَالَ اِبْن حَجَر : وَفِيهِ تَطْوِيل الِاعْتِدَال مَعَ أَنَّهُ رُكْن قَصِير ، وَمِنْ ثَمَّ اِخْتَارَ النَّوَوِيّ أَنَّهُ طَوِيل بَلْ جَزَمَ بِهِ جَزْم الْمَذْهَب فِي بَعْض كُتُبه اِنْتَهَى . وَيَدُلّ عَلَيْهِ مَا تَقَدَّمَ فِي الْحَدِيث الْمُتَّفَق عَلَيْهِ : إِذَا صَلَّى أَحَدكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ . كَذَا فِي الْمِرْقَاة
( فَكَانَ سُجُوده نَحْوًا مِنْ قِيَامه )
: أَيْ لِلْقِرَاءَةِ . قَالَهُ عِصَام الدِّين ، وَكَأَنَّهُ أَرَادَ أَنْ لَا يَكُون سُجُوده أَقَلّ مِنْ رُكُوعه ، وَالْأَظْهَر الْأَقْرَب مِنْ قِيَامه مِنْ الرُّكُوع لِلِاعْتِدَالِ ، ثُمَّ رَأَيْت اِبْن حَجَر قَالَ أَيْ مِنْ اِعْتِدَاله : قَالَهُ الْقَارِي .
( وَكَانَ يَقْعُد فِيمَا بَيْن السَّجْدَتَيْنِ نَحْوًا مِنْ سُجُوده )
: أَيْ سُجُوده الْأَوَّل
( وَكَانَ يَقُول )
: أَيْ فِي جُلُوسه بَيْن السَّجْدَتَيْنِ
( فَقَرَأَ فِيهِنَّ )
: أَيْ فِي الرَّكَعَات الْأَرْبَع
( شَكّ شُعْبَة )
: أَيْ رَاوِي الْحَدِيث ، وَالْأَظْهَر الْأَوَّل مُرَاعَاة لِلتَّرْتِيبِ الْمُقَرَّر ، مَعَ أَنَّ الصَّحِيح أَنَّ التَّرْتِيب فِي جَمِيع السُّوَر وَهُوَ مَا عَلَيْهِ الْآن مَصَاحِف الزَّمَان لَيْسَ بِتَوْقِيفِيٍّ كَمَا بَوَّبَ لِذَلِكَ الْإِمَام الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه : بَاب الْجَمْع بَيْن السُّورَتَيْنِ فِي رَكْعَة وَالْقِرَاءَة بِالْخَوَاتِيمِ وَبِسُورَةٍ قَبْل سُورَة . وَذَكَرَ السُّيُوطِيّ فِي الْإِتْقَان فِي عُلُوم الْقُرْآن أَنَّهُ تَوْقِيفِيّ وَالْأَوَّل هُوَ الصَّحِيح وَاَللَّه أَعْلَم .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : أَبُو حَمْزَة اِسْمه طَلْحَة بْن يَزِيد وَقَالَ النَّسَائِيُّ@
الصفحة 127