كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)
أَبُو حَمْزَة عِنْدنَا طَلْحَة بْن يَزِيد ، وَهَذَا الرَّجُل يُشْبِه أَنْ يَكُون صِلَة . هَذَا آخِر كَلَامه . وَطَلْحَة بْن يَزِيد أَبُو حَمْزَة الْأَنْصَارِيّ مَوْلَاهُمْ الْكُوفِيّ اِحْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه ، وَصِلَة هُوَ اِبْن زُفَر الْعَبْسِيّ الْكُوفِيّ كُنْيَته أَبُو بَكْر وَيُقَال أَبُو الْعَلَاء اِحْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ . اِنْتَهَى .
741 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَقْرَب مَا يَكُون الْعَبْد مِنْ رَبّه وَهُوَ سَاجِد )
: أَسْنَدَ الْقُرْب إِلَى الْوَقْت وَهُوَ لِلْعَبْدِ مَجَازًا ، أَيْ هُوَ فِي السُّجُود أَقْرَب مِنْ رَبّه مِنْهُ فِي غَيْره ، وَالْمَعْنَى أَقْرَب أَكْوَان الْعَبْد وَأَحْوَاله مِنْ رِضَا رَبّه وَعَطَائِهِ وَهُوَ سَاجِد ، وَقِيلَ أَقْرَب مُبْتَدَأ مَحْذُوف الْخَبَر لِسَدِّ الْحَال مَسَدّه وَهِيَ وَهُوَ سَاجِد ، أَيْ أَقْرَب مَا يَكُون الْعَبْد مِنْ رَبّه حَالَة السُّجُود تَدُلّ عَلَى غَايَة تَذَلُّل وَاعْتِرَاف بِعُبُودِيَّةِ نَفْسه وَرُبُوبِيَّة رَبّه ، فَكَانَ مَظِنَّة الْإِجَابَة ، فَأَمَرَهُمْ بِإِكْثَارِ الدُّعَاء فِي السُّجُود . قَالَ وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى أَفْضَلِيَّة كَثْرَة السُّجُود عَلَى طُول الْقِيَام .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .@
الصفحة 128