كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)

676 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
لَعَلَّ الْمَقْصُود مِنْ هَذَا الْبَاب إِثْبَات الْقِرَاءَة فِيهِ وَأَنَّهَا تَكُون سِرًّا إِشَارَة إِلَى مَنْ خَالَفَ فِي ذَلِكَ كَابْنِ عَبَّاس كَمَا سَيَأْتِي الْبَحْث فِيهِ .
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فِي كُلّ صَلَاة يُقْرَأ )
: بِضَمِّ أَوَّله عَلَى الْبِنَاء لِلْمَجْهُولِ
( فَمَا أَسْمَعَنَا )
: مَا مَوْصُولَة وَأَسْمَعَنَا فِعْل وَمَفْعُول وَفَاعِله رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( أَسْمَعْنَاكُمْ )
: بِصِيغَةِ الْمُتَكَلِّم . قَالَ النَّوَوِيّ : مَعْنَاهُ مَا جُهِرَ فِيهِ بِالْقِرَاءَةِ جَهَرْنَا بِهِ وَمَا أُسِرّ أَسْرَرْنَا بِهِ . وَقَدْ اِجْتَمَعَتْ الْأُمَّة عَلَى الْجَهْر بِالْقِرَاءَةِ فِي رَكْعَتَيْ الصُّبْح وَالْجُمُعَة وَالْأُولَيَيْنِ مِنْ الْمَغْرِب وَالْعِشَاء ، وَعَلَى الْإِسْرَار فِي الظُّهْر وَالْعَصْر وَثَالِثَة الْمَغْرِب وَالْأُخْرَيَيْنِ مِنْ الْعِشَاء ، وَاخْتَلَفُوا فِي الْعِيد وَالِاسْتِسْقَاء ، وَمَذْهَبنَا الْجَهْر فِيهِمَا . وَفِي نَوَافِل اللَّيْل قِيلَ يُجْهَر فِيهَا ، وَقِيلَ بَيْن الْجَهْر وَالْإِسْرَار ، وَنَوَافِل النَّهَار يُسِرّ بِهَا وَالْكُسُوف يُسِرّ بِهَا نَهَارًا وَيَجْهَر لَيْلًا وَالْجِنَازَة يُسِرّ بِهَا لَيْلًا وَنَهَارًا ، وَقِيلَ يَجْهَر لَيْلًا . وَلَوْ فَاتَهُ صَلَاة لَيْلَة كَالْعِشَاءِ فَقَضَاهَا فِي لَيْلَة أُخْرَى جَهَرَ ، وَإِنْ قَضَاهَا نَهَارًا فَوَجْهَانِ الْأَصَحّ يَجْهَر وَالثَّانِي يُسِرّ . وَإِنْ فَاتَهُ نَهَارِيَّة كَالظُّهْرِ فَقَضَاهَا نَهَارًا أَسَرَّ وَإِنْ قَضَاهَا لَيْلًا فَوَجْهَانِ الْأَصَحّ يَجْهَر وَالثَّانِي يُسِرّ ، وَحَيْثُ قُلْنَا يَجْهَر أَوْ يُسِرّ فَهُوَ سُنَّة فَلَوْ تَرَكَهُ صَحَّتْ صَلَاته وَلَا يَسْجُد لِلسَّهْوِ عِنْدنَا اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيُّ .@

الصفحة 13