كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)

كَذَلِكَ يَقْرَأ فِي سَائِر الصَّلَوَات مِثْل سُورَة وَاللَّيْل إِذَا يَغْشَى
( إِلَّا الصُّبْح فَإِنَّهُ كَانَ يُطِيلهَا )
: وَفِي رِوَايَة مُسْلِم : " كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأ فِي الظُّهْر بِاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَفِي الْعَصْر نَحْو ذَلِكَ وَفِي الصُّبْح أَطْوَل مِنْ ذَلِكَ " وَالْحِكْمَة فِي إِطَالَة الصُّبْح أَنَّهَا تُفْعَل فِي وَقْت الْغَفْلَة بِالنَّوْمِ فِي آخِر اللَّيْل فَيَكُون فِي التَّطْوِيل اِنْتِظَار لِلْمُتَأَخِّرِ . قَالَ النَّوَوِيّ حَاكِيًا عَنْ الْعُلَمَاء إِنَّ السُّنَّة أَنْ تَقْرَأ فِي الصُّبْح وَالظُّهْر بِطُوَالِ الْمُفَصَّل وَيَكُون الصَّيْح أَطْوَل وَفِي الْعِشَاء وَالْعَصْر بِأَوْسَاطِ الْمُفَصَّل وَفِي الْمَغْرِب بِقِصَارِهِ . قَالَ قَالُوا وَالْحِكْمَة فِي إِطَالَة الصُّبْح وَالظُّهْر إِنَّهُمَا فِي وَقْت غَفْلَة بِالنَّوْمِ آخِر اللَّيْل وَفِي الْقَائِلَة فَطُولهَا لِيُدْرِكهُمَا الْمُتَأَخِّر بِغَفْلَةٍ وَنَحْوهَا ، وَالْعَصْر لَيْسَتْ كَذَلِكَ بَلْ تُفْعَل فِي وَقْت تَعَب أَهْل الْأَعْمَال فَخُفِّفَتْ عَنْ ذَلِكَ ، وَالْمَغْرِب ضَيِّقَة الْوَقْت فَاحْتِيجَ إِلَى زِيَادَة تَخْفِيفهَا لِذَلِكَ وَلِحَاجَةِ النَّاس إِلَى عَشَاء صَائِمهمْ وَضَيْفهمْ ، وَالْعِشَاء فِي وَقْت غَلَبَة النَّوْم وَالنُّعَاس وَلَكِنْ وَقْتهَا وَاسِع فَأَشْبَهَتْ الْعَصْر اِنْتَهَى . قَالَ الشَّوْكَانِيُّ : وَكَوْن السُّنَّة فِي صَلَاة الْمَغْرِب الْقِرَاءَة بِقِصَارِ الْمُفَصَّل غَيْر مُسَلَّم فَقَدْ ثَبَتَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ فِيهَا بِسُورَةِ الْأَعْرَاف وَالطُّور وَالْمُرْسَلَات وَالدُّخَان اِنْتَهَى .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم مُخْتَصَرًا وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ .
684 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ أُمَيَّة )
: قَالَ فِي الْخُلَاصَة أُمَيَّة عَنْ أَبِي مِجْلَز وَعَنْهُ سُلَيْمَان أَبُو الْمُعْتَمِر مَجْهُول
( سَجَدَ فِي صَلَاة الظُّهْر )
: أَيْ سَجْدَة التِّلَاوَة
( ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ )
: قَالَ اِبْن الْمَلَك يَعْنِي لَمَّا قَامَ مِنْ السُّجُود إِلَى الْقِيَام رَكَعَ وَلَمْ يَقْرَأ بَعْد السَّجْدَة شَيْئًا مِنْ بَاقِي السُّورَة وَإِنْ كَانَتْ الْقِرَاءَة جَائِزَة .
قُلْت بَلْ الْقِرَاءَة بَعْدهَا أَفْضَل وَلِعِلْمِهَا كَانَتْ الصَّلَاة تَطُول أَوْ تَرَكَهَا لِبَيَانِ الْجَوَاز مَعَ أَنَّهُ نَصّ فِي عَدَم قِرَاءَته عَلَيْهِ السَّلَام@

الصفحة 23