كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)

فِي أُخْرَى فَاسْتَمْتَعْت قِرَاءَته حَتَّى خَرَجْت مِنْ الْمَسْجِد .
689 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ مَرْوَان بْن الْحَكَم )
: كَانَ مَرْوَان حِينَئِذٍ أَمِيرًا عَلَى الْمَدِينَة مِنْ قِبَل مُعَاوِيَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ
( بِقِصَارِ الْمُفَصَّل )
: اُخْتُلِفَ فِي الْمُرَاد بِالْمُفَصَّلِ مَعَ الِاتِّفَاق عَلَى أَنَّ مُنْتَهَاهُ آخِر الْقُرْآن هَلْ هُوَ مِنْ أَوَّل الصَّافَّات أَوْ الْجَاثِيَة أَوْ الْقِتَال أَوْ الْفَتْح أَوْ الْحُجُرَات أَوْ ق أَوْ الصَّفّ أَوْ تَبَارَكَ أَوْ سَبِّحْ أَوْ وَالضُّحَى إِلَى آخِر الْقُرْآن ، أَقْوَال أَكْثَرهَا مُسْتَغْرَب ، وَالرَّاجِح مِنْ هَذِهِ الْأَقْوَال أَنَّهُ مِنْ الْحُجُرَات إِلَى آخِر الْقُرْآن . وَسُمِّيَ مُفَصَّلًا لِكَثْرَةِ الْفَصْل بَيْن سُورَة بِالْبَسْمَلَةِ عَلَى الصَّحِيح . وَالْجُمْهُور عَلَى أَنَّ قِصَار الْمُفَصَّل مِنْ سُورَة لَمْ يَكُنْ آخِر الْقُرْآن ، وَطُوَاله مِنْ سُورَة الْحُجُرَات إِلَى الْبُرُوج ، وَأَوْسَاطه مِنْ الْبُرُوج إِلَى سُورَة لَمْ يَكُنْ
( بِطُولَى الطُّولَيَيْنِ )
: أَيْ بِأَطْوَل السُّورَتَيْنِ الطُّولَيَيْنِ ، وَطُولَى تَأْنِيث أَطْوَل وَالطُّولَيَيْنِ بِتَحْتَانِيَّتَيْنِ تَثْنِيَة طُولَى . قَالَ الْحَافِظ بَعْدَمَا ذَكَرَ الِاخْتِلَاف فِي تَفْسِير الطُّولَيَيْنِ مَا نَصّه : فَحَصَلَ الِاتِّفَاق عَلَى تَفْسِير الطُّولَى بِالْأَعْرَافِ ، وَفِي الْأُخْرَى ثَلَاثَة أَقْوَال الْمَحْفُوظ مِنْهَا الْأَنْعَام
( قَالَ قُلْت مَا طُولَى الطُّولَيَيْنِ قَالَ الْأَعْرَاف وَالْأُخْرَى الْأَنْعَام )
: بَيَّنَ النَّسَائِيُّ فِي رِوَايَة لَهُ أَنَّ التَّفْسِير مِنْ قَوْل عُرْوَة وَلَفْظه قَالَ قُلْت : يَا أَبَا عَبْد اللَّه وَهِيَ كُنْيَة عُرْوَة ، وَفِي رِوَايَة الْبَيْهَقِيِّ قَالَ فَقُلْت لِعُرْوَةَ ، فَفَاعِل قَالَ الْأُولَى اِبْن مُلَيْكَة وَفَاعِل قَالَ الثَّانِيَة عُرْوَة
( وَسَأَلْت أَنَا اِبْن أَبِي مُلَيْكَة )@

الصفحة 28