كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)
اللَّه تَعَالَى عَنْهُمْ وَيُذْكَر عَنْ عَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو وَأَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ وَعِدَّة مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْو ذَلِكَ . اِنْتَهَى .
وَظَاهِر الْحَدِيث الْإِذْن بِقِرَاءَةِ الْفَاتِحَة جَهْرًا لِأَنَّهُ اِسْتَثْنَى مِنْ النَّهْي عَنْ الْجَهْر خَلْفه ، وَلَكِنَّهُ أَخْرَجَ اِبْن حِبَّان مِنْ حَدِيث أَنَس قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " أَتَقْرَءُونَ فِي صَلَاتكُمْ خَلْف الْإِمَام وَالْإِمَام يَقْرَأ فَلَا تَفْعَلُوا وَلْيَقْرَأْ . أَحَدكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب فِي نَفْسه " وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا الطَّبَرَانِيّ فِي الْأَوْسَط وَالْبَيْهَقِيّ ، وَأَخْرَجَهُ عَبْد الرَّزَّاق عَنْ أَبِي قِلَابَة مُرْسَلًا . كَذَا فِي التَّلْخِيص .
قُلْت : وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيّ فِي جُزْء الْقِرَاءَة : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْن يُوسُف قَالَ أَنْبَأَنَا عَبْد اللَّه عَنْ أَيُّوب عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَس رَضِيَ اللَّه عَنْهُ " أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَصْحَابِهِ ، فَلَمَّا قَضَى صَلَاته أَقْبَلَ عَلَيْهِمْ بِوَجْهِهِ فَقَالَ : أَتَقْرَءُونَ فِي صَلَاتكُمْ وَالْإِمَام يَقْرَأ ؟ فَسَكَتُوا ، فَقَالَهَا ثَلَاث مَرَّات ، فَقَالَ قَائِل أَوْ قَائِلُونَ : إِنَّا لَنَفْعَل ، قَالَ : فَلَا تَفْعَلُوا وَلْيَقْرَأْ أَحَدكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب فِي نَفْسه " قَالَ التِّرْمِذِيّ وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ وَقَالَ حَدِيث حَسَن .
قُلْت : وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا أَحْمَد وَالْبُخَارِيّ فِي جُزْء الْقِرَاءَة وَصَحَّحَهُ ، وَابْن حِبَّان وَالْبَيْهَقِيُّ مِنْ طَرِيق اِبْن إِسْحَاق قَالَ حَدَّثَنِي مَكْحُول عَنْ مَحْمُود بْن رَبِيعَة عَنْ عُبَادَةَ وَتَابَعَهُ زَيْد بْن وَاقِد وَغَيْره عَنْ مَكْحُول . وَمِنْ شَوَاهِده مَا رَوَاهُ أَحْمَد مِنْ طَرِيق خَالِد الْحَذَّاء عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ مُحَمَّد بْن أَبِي عَائِشَة عَنْ رَجُل مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ قَالَ رَسُول اللَّه " لَعَلَّكُمْ تَقْرَءُونَ وَالْإِمَام يَقْرَأ ، قَالُوا : إِنَّا لَنَفْعَل ، قَالَ : لَا إِلَّا بِأَنْ يَقْرَأ أَحَدكُمْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب " .
قَالَ الْحَافِظ : إِسْنَاده حَسَن ، وَرَوَاهُ اِبْن حِبَّان مِنْ طَرِيق أَيُّوب عَنْ أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَس وَزَعَمَ أَنَّ الطَّرِيقَتَيْنِ مَحْفُوظَتَانِ ، وَخَالَفَهُ الْبَيْهَقِيُّ فَقَالَ : إِنَّ طَرِيق أَبِي قِلَابَةَ عَنْ أَنَس لَيْسَتْ بِمَحْفُوظَةٍ ، وَمُحَمَّد بْن إِسْحَاق قَدْ صَرَّحَ بِالتَّحْدِيثِ ، فَذَهَبَتْ مَظِنَّة تَدْلِيسه وَتَابَعَهُ مَنْ تَقَدَّمَ . كَذَا قَالَ الشَّوْكَانِيُّ .@
الصفحة 46
502