كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)

وَذَلِكَ حِين وَقْت صَلَاة التَّسْبِيح كَقَوْلِهِ تَعَالَى { فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوب } أَيْ فَإِنَّ تَعْظِيمهَا مِنْ أَفْعَال ذَوِي الْقُرْبَى الْقُلُوب ، وَقَوْله { فَقَبَضْت قَبْضَة مِنْ أَثَر الرَّسُول } أَيْ مِنْ أَثَر حَافِر فَرَس الرَّسُول ، وَقَوْله حِين التَّسْبِيح يَعْنِي ذَلِكَ الْحِين حِين وَقْت صَلَاة الْعِيد ، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ صَلَاة الْعِيد سُبْحَة ذَلِكَ الْيَوْم اِنْتَهَى . وَحَدِيث عَبْد اللَّه بْن بُسْر يَدُلّ عَلَى مَشْرُوعِيَّة التَّعْجِيل لِصَلَاةِ الْعِيد وَكَرَاهَة تَأْخِيرهَا تَأْخِيرًا زَائِدًا عَلَى الْمِيعَاد .
وَحَدِيث عَمْرو بْن حَزْم عِنْد الشَّافِعِيّ يَدُلّ عَلَى مَشْرُوعِيَّة تَعْجِيل الْأَضْحَى وَتَأْخِير الْفِطْر ، وَلَعَلَّ الْحِكْمَة فِي ذَلِكَ مِنْ اِسْتِحْبَاب الْإِمْسَاك فِي صَلَاة الْأَضْحَى حَتَّى يَفْرُغ مِنْ الصَّلَاة ، فَإِنَّهُ رُبَّمَا كَانَ تَرَكَ التَّعْجِيل لِصَلَاةِ الْأَضْحَى مِمَّا يَتَأَذَّى بِهِ مُنْتَظِر الصَّلَاة لِذَلِكَ ، وَأَيْضًا فَإِنَّهُ يَعُود إِلَى الِاشْتِغَال بِالذَّبْحِ لِأُضْحِيَّتِهِ بِخِلَافِ عِيد الْفِطْر فَإِنَّهُ لَا إِمْسَاك وَلَا ذَبِيحَة .
وَأَحْسَن مَا وَرَدَ مِنْ الْأَحَادِيث فِي تَعْيِين وَقْت صَلَاة الْعِيدَيْنِ حَدِيث جُنْدُب عِنْد الْحَافِظ أَحْمَد بْن حَسَن الْبَنَّاء فِي كِتَاب الْأَضَاحِي قَالَ : " كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي بِنَا يَوْم الْفِطْر وَالشَّمْس عَلَى قَيْد رُمْحَيْنِ ، وَالْأَضْحَى عَلَى قَيْد رُمْح " أَوْرَدَهُ الْحَافِظ فِي التَّلْخِيص وَلَمْ يَتَكَلَّم عَلَيْهِ . قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء وَهِيَ مِنْ بَعْد اِنْبِسَاط الشَّمْس إِلَى الزَّوَال وَلَا أَعْرِف فِيهِ خِلَافًا . اِنْتَهَى . قَالَ النَّوَوِيّ فِي الْخُلَاصَة : حَدِيث عَبْد اللَّه بْن بُسْر إِسْنَاده صَحِيح عَلَى شَرْط مُسْلِم .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ .
961 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ مُحَمَّد )
: هُوَ اِبْن سِيرِينَ
( أَنَّ أُمّ عَطِيَّة )
: هِيَ الْأَنْصَارِيَّة اِسْمهَا نَسِيبَة @

الصفحة 487