كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 3)

الطَّحَاوِيُّ حُجَّة لِكَوْنِ الْإِمَام يَجْمَع بَيْنهمَا لِلِاتِّفَاقِ عَلَى اِتِّحَاد حُكْم الْإِمَام وَالْمُنْفَرِد لَكِنْ أَشَارَ صَاحِب الْهِدَايَة إِلَى خِلَاف عِنْدهمْ فِي الْمُنْفَرِد اِنْتَهَى
( فَإِنَّهُ )
: أَيْ الشَّأْن
( مَنْ وَافَقَ قَوْله )
: وَهُوَ قَوْله رَبّنَا لَك الْحَمْد بَعْد قَوْل الْإِمَام سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ
( غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه )
: ظَاهِره غُفْرَان جَمِيع الذُّنُوب الْمَاضِيَة وَهُوَ مَحْمُول عِنْد الْعُلَمَاء عَلَى الصَّغَائِر قَالَهُ الْحَافِظ . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : فِي هَذَا دَلَالَة عَلَى أَنَّ الْمَلَائِكَة يَقُولُونَ مَعَ الْمُصَلِّي هَذَا الْقَوْل وَيَسْتَغْفِرُونَ وَيَحْضُرُونَ بِالدُّعَاءِ وَالذِّكْر .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيُّ
723 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ عَامِر )
: هُوَ اِبْن شَرَاحِيل الْحِمْيَرِيّ الشَّعْبِيّ أَبُو عُمَر وَالْكُوفِيّ الْإِمَام الْعَلَم ، وُلِدَ لِسِتِّ سِنِينَ خَلَتْ مِنْ خِلَافَة عُمَر ، رُوِيَ عَنْهُ وَعَنْ عَلِيّ وَابْن مَسْعُود وَلَمْ يُسْمَع مِنْهُمْ ، وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة وَعَائِشَة وَجَرِير وَابْن عَبَّاس وَخَلْق قَالَ أَدْرَكْت خَمْسمِائَةٍ مِنْ الصَّحَابَة ، وَعَنْهُ اِبْن سِيرِينَ وَالْأَعْمَش وَشُعْبَة وَجَابِر الْجُعْفِيُّ وَخَلْق . قَالَ أَبُو مِجْلَز مَا رَأَيْت فِيهِمْ أَفْقَه مِنْ الشَّعْبِيّ . وَقَالَ الْعِجْلِيُّ مُرْسَل الشَّعْبِيّ صَحِيح . وَقَالَ اِبْن عُيَيْنَةَ كَانَتْ النَّاس تَقُول اِبْن عَبَّاس فِي زَمَانه وَالشَّعْبِيّ فِي زَمَانه
( لَا يَقُول الْقَوْم خَلْف الْإِمَام سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ )
إِلَخْ : قَالَ الْخَطَّابِيُّ : اِخْتَلَفَ النَّاس فِيمَا يَقُولهُ الْمَأْمُوم إِذَا رَفَعَ رَأْسه مِنْ الرُّكُوع ، فَقَالَتْ طَائِفَة يَقْتَصِر عَلَى رَبّنَا لَك الْحَمْد وَهُوَ الَّذِي جَاءَ بِهِ الْحَدِيث لَا يَزِيد عَلَيْهِ ، هَذَا قَوْل الشَّعْبِيّ ، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ مَالِك وَأَحْمَد ، وَقَالَ أَحْمَد إِلَى هَذَا اِنْتَهَى أَمْر النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَتْ طَائِفَة يَقُول سَمِعَ اللَّه لِمَنْ حَمِدَهُ اللَّهُمَّ رَبّنَا لَك الْحَمْد يَجْمَع بَيْنهمَا وَهُوَ قَوْل@

الصفحة 86