كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

طَرِيق قَتَادَة عَنْ أَبِي الْعَالِيَة عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيّ بِلَفْظٍ آخَر ، وَكَذَا مِنْ طَرِيق يُونُس عَنْ الْحَسَن عَنْ أَبِي مُوسَى
( وَكَذَلِكَ )
: أَيْ كَحَدِيثِ أَبِي عَيَّاش رَوَاهُ
( عِكْرِمَة بْن خَالِد )
: بْن الْعَاصِ ثِقَة
( عَنْ مُجَاهِد عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: مُرْسَلًا . وَفِي الْمُصَنَّف مِنْ طَرِيق عُمَر بْن ذَرّ سَمِعَهُ مِنْ مُجَاهِد قَالَ كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْحَدِيث ثُمَّ قَالَ مُجَاهِد " فَكَانَ تَكْبِيرهمْ وَرُكُوعهمْ وَتَسْلِيمه عَلَيْهِمْ سَوَاء وَتَنَاصَفُوا فِي السُّجُود "
( هِشَام بْن عُرْوَة عَنْ أَبِيهِ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: مُرْسَلًا . فَهَذِهِ الرِّوَايَات كُلّهَا مِثْل حَدِيث أَبِي عَيَّاش الزُّرَقِيّ
( وَهُوَ قَوْل الثَّوْرِيّ )
: سُفْيَان الْإِمَام وَابْن أَبِي لَيْلَى قَالَهُ اِبْن عَبْد الْبَرّ ، وَهُوَ قَوْل لِلشَّافِعِيِّ ، فَحَدِيث جَابِر مِنْ طَرِيق عَطَاء وَحَدِيث أَبِي عَيَّاش الزُّرَقِيّ مَفْهُومهمَا وَاحِد . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : صَلَاة الْخَوْف أَنْوَاع وَقَدْ صَلَّاهَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَيَّام مُخْتَلِفَة عَلَى أَشْكَال مُتَبَايِنَة يَتَوَخَّى فِي كُلّهَا مَا هُوَ أَحْوَط لِلصَّلَاةِ وَأَبْلَغ فِي الْحِرَاسَة ، وَهِيَ عَلَى اِخْتِلَاف صُوَرهَا مُؤْتَلِفَة فِي الْمَعَانِي وَهَذَا النَّوْع مِنْهَا هُوَ الِاخْتِيَار إِذَا كَانَ الْعَدُوّ بَيْنهمْ وَبَيْن الْقِبْلَة فَإِذَا كَانَ الْعَدُوّ وَرَاء الْقِبْلَة صَلَّى بِهِمْ صَلَاته فِي يَوْم ذَات الرِّقَاع اِنْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ هَذَا إِسْنَاد صَحِيح إِلَّا أَنَّ بَعْض أَهْل الْعِلْم بِالْحَدِيثِ يَشُكّ فِي سَمَاع مُجَاهِد مِنْ أَبِي عَيَّاش ، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيث بِإِسْنَادٍ جَيِّد عَنْ مُجَاهِد قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو عَيَّاش وَقَالَ بَيَّنَ فِيهِ سَمَاع مُجَاهِد مِنْ أَبِي عَيَّاش . هَذَا آخِر كَلَامه وَسَمَاعه مِنْهُ مُتَوَجِّه فَإِنَّهُ ذَكَرَ مَا يَدُلّ عَلَى أَنَّ مَوْلِد مُجَاهِد سَنَة عِشْرِينَ ، وَعَاشَ أَبُو عَيَّاش إِلَى بَعْد الْأَرْبَعِينَ وَقِيلَ إِلَى بَعْد الْخَمْسِينَ اِنْتَهَى .@

الصفحة 107