كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

فِي رَكْعَتَيْنِ وَمُتَنَفِّلًا فِي رَكْعَتَيْنِ . قَالَ النَّوَوِيّ : وَبِهَذَا قَالَ الشَّافِعِيّ وَحَكَوْهُ عَنْ الْحَسَن ، وَادَّعَى الطَّحَاوِيّ أَنَّهُ مَنْسُوخ وَلَا تُقْبَل دَعْوَاهُ إِذْ لَا دَلِيل لِنَسْخِهِ اِنْتَهَى . وَقَالَ السِّنْدِيُّ : فِيهِ اِقْتِدَاء الْمُفْتَرِض بِالْمُتَنَفِّلِ قَطْعًا وَلَمْ أَرَ لَهُمْ عَنْهُ جَوَابًا شَافِيًا اِنْتَهَى
( وَكَذَلِكَ فِي الْمَغْرِب )
: وَهُوَ قِيَاس صَحِيح وَالظَّاهِر أَنَّهُ مِنْ قَوْل أَبِي دَاوُدَ ، وَلَكِنْ أَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ هَذَا الْحَدِيث مِنْ طَرِيق أَبِي بَكْر مُحَمَّد بْن بُكَيْر عَنْ أَبِي دَاوُد عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن مُعَاذ نَحْوه سَنَدًا وَمَتْنًا وَفِيهِ كَذَلِكَ فِي الْمَغْرِب إِلَى آخِر الْقَوْل ثُمَّ قَالَ الْبَيْهَقِيُّ وَهَذَا أَظُنّهُ مِنْ قَوْل الْأَشْعَث . وَأَخْرَجَ الدَّارَقُطْنِيُّ مِنْ طَرِيق عُمَر وَالْبَكْرَاوِيّ حَدَّثَنَا أَشْعَث عَنْ الْحَسَن عَنْ أَبِي بَكْرَة أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِالْقَوْمِ صَلَاة الْمَغْرِب ثَلَاث رَكَعَات ثُمَّ اِنْصَرَفَ وَجَاءَ الْآخَرُونَ فَصَلَّى بِهِمْ ثَلَاث رَكَعَات فَكَانَتْ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سِتّ رَكَعَات وَلِلْقَوْمِ ثَلَاث ثَلَاث . قَالَ الْبَيْهَقِيُّ فِي الْمَعْرِفَة : وَرَوَاهُ عُمَر وَالْبَكْرَاوِيّ عَنْ أَشْعَث عَنْ الْحَسَن عَنْ أَبِي بَكْرَة عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَغْرِب وَهُوَ وَهْم وَالصَّحِيح هُوَ الْأَوَّل أَيْ قَوْل أَشْعَث
( وَكَذَلِكَ رَوَاهُ يَحْيَى بْن أَبِي كَثِير )
: يَعْنِي فِي غَيْر الْمَغْرِب وَحَدِيثه عِنْد مُسْلِم بِلَفْظِ " فَصَلَّى بِطَائِفَةٍ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ تَأَخَّرُوا فَصَلَّى بِالطَّائِفَةِ الْأُخْرَى رَكْعَتَيْنِ " قَالَ فَكَانَتْ لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَع رَكَعَات وَلِلْقَوْمِ رَكْعَتَانِ
( وَكَذَلِكَ )
: أَيْ كَمَا رَوَاهُ أَبُو سَلَمَة عَنْ جَابِر رَوَاهُ سُلَيْمَان الْيَشْكُرِيّ أَيْضًا ، وَهَكَذَا رَوَى الْحَسَن عَنْ جَابِر بْن عَبْد اللَّه ، فَفِي حَدِيث هَؤُلَاءِ كُلّهمْ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى بِالْقَوْمِ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ سَلَّمَ ثُمَّ @

الصفحة 127