كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)
نَهَار مَعَ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " أَفْضَل الصَّلَاة صَلَاة الْمَرْء فِي بَيْته إِلَّا الْمَكْتُوبَة " وَهَذَا عَامّ صَحِيح صَرِيح لَا مُعَارِض لَهُ ، فَلَيْسَ لِأَحَدٍ الْعُدُول عَنْهُ وَهُوَ قَوْل الشَّافِعِيّ وَاَللَّه أَعْلَم
( فَإِذَا قَرَأَ وَهُوَ قَائِم رَكَعَ وَسَجَدَ )
: أَيْ يَنْتَقِل مِنْ الْقِيَام وَكَذَا مَعْنَى قَوْله رَكَعَ وَسَجَدَ وَهُوَ قَاعِد ، لَكِنْ هَذَا فِي بَعْض الْأَحْيَان ، وَفِي بَعْضهَا يَنْتَقِل مِنْ الْقُعُود إِلَى الْقِيَام وَيَقْرَأ بَعْض الْقِرَاءَة ثُمَّ يَنْتَقِل مِنْ الْقِيَام إِلَى الرُّكُوع وَالسُّجُود وَلَمْ يُرْوَ عَكْس ذَلِكَ ، فَكَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلَاة اللَّيْل عَلَى ثَلَاثَة أَحْوَال قَائِمًا فِي كُلّهَا وَقَاعِدًا فِي بَعْضهَا ثُمَّ قَائِمًا اِنْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ مُخْتَصَرًا وَمُطَوَّلًا .
1061 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( كَانَ يُصَلِّي قَبْل الظُّهْر رَكْعَتَيْنِ )
: وَالتَّثْنِيَة لَا تُنَافِي الْجَمْع ، وَبِهِ يَحْصُل الْجَمْع بَيْنه وَبَيْن مَا رُوِيَ أَنَّهُ كَانَ لَا يَدَع أَرْبَعًا قَبْل الظُّهْر
( فِي بَيْته )
: الظَّاهِر أَنَّهُ قَيَّدَ لِلْأَخِيرَةِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيّ .@
الصفحة 133