كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

وَيُسَنّ الِاضْطِجَاع بَعْد رَكْعَتَيْ الْفَجْر عَلَى جَنْبه الْأَيْمَن سَوَاء كَانَ لَهُ تَهَجُّد بِاللَّيْلِ أَمْ لَا ، وَهَذَا هُوَ الْحَقّ وَهُوَ الْمَرْوِيّ مِنْ حَدِيث أَرْبَعَة أَنْفُس مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَائِشَة وَأَبُو هُرَيْرَة وَعَبْد اللَّه بْن عَبَّاس وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو ، وَتَفْصِيل الْمُقَام فِيهِ فَارْجِعْ إِلَيْهِ
( أَمَا يُجْزِئ )
: هَمْزَة اِسْتِفْهَام وَمَا نَافِيَة أَيْ يَكْفِي
( مَمْشَاهُ )
: أَيْ مَشْيه
( أَكْثَر أَبُو هُرَيْرَة )
: أَيْ إِكْثَارًا يَعُود ضَرَره إِلَيْهِ مِنْ حَيْثُ السَّهْو وَالْخَطَأ وَمِنْ حَيْثُ تَكَلُّم النَّاس وَاعْتِرَاضهمْ
( وَلَكِنَّهُ اِجْتَرَأَ )
: مِنْ الْجُرْأَة بِمَعْنَى الْإِقْدَام عَلَى شَيْء
( وَجَبُنَّا )
: مِنْ الْجُبْن صِيغَة مَاضٍ مَعَ الْغَيْر وَهُوَ ضِدّ الْجُرْأَة يُقَال جَبَنَ الرَّجُل كَنَصَرَ وَكَرُمَ ، يُرِيد أَنَّهُ أَقْدَم عَلَى الْإِكْثَار مِنْ الْحَدِيث وَجَبُنَّا نَحْنُ عَنْهُ فَكَثُرَ حَدِيثه وَقَلَّ حَدِيثنَا . ذَكَرَهُ فِي فَتْح الْوَدُود
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيّ . وَقَالَ حَدِيث حَسَن غَرِيب مِنْ هَذَا الْوَجْه . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ أَبَا صَالِح لَمْ يَسْمَع هَذَا الْحَدِيث مِنْ أَبِي هُرَيْرَة فَيَكُون مُنْقَطِعًا . اِنْتَهَى . وَقَالَ النَّوَوِيّ فِي شَرْح مُسْلِم : إِسْنَاده عَلَى شَرْط الشَّيْخَيْنِ . وَقَالَ فِي رِيَاض الصَّالِحِينَ : إِسْنَاده صَحِيح . وَقَالَ زَكَرِيَّا الْأَنْصَارِيّ فِي فَتْح الْعَلَّام : إِسْنَاده عَلَى شَرْط الشَّيْخَيْنِ اِنْتَهَى .@

الصفحة 139