كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ وَالْأَئِمَّة قَالَ : وَهُوَ مَرْوِيّ عَنْ عُمَر وَعَلِيّ وَأَبِي هُرَيْرَة وَأَبِي سَعِيد وَجَابِر وَابْن عُمَر وَابْن عَبَّاس وَأَبِي أَيُّوب وَزَيْد بْن ثَابِت وَعَائِشَة : وَهُوَ قَوْل الْفُقَهَاء السَّبْعَة مِنْ أَهْل الْمَدِينَة وَعُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَالزُّهْرِيّ وَمَكْحُول وَبِهِ يَقُول مَالِك وَالْأَوْزَاعِيُّ وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق . قَالَ الشَّافِعِيّ وَالْأَوْزَاعِيُّ وَإِسْحَاق : إِنَّ السَّبْع فِي الْأُولَى بَعْد تَكْبِيرَة الْإِحْرَام .
الْقَوْل الثَّانِي : أَنَّ تَكْبِيرَة الْإِحْرَام مَعْدُودَة مِنْ السَّبْع فِي الْأُولَى ، وَهُوَ قَوْل مَالِك وَأَحْمَد وَالْمُزَنِيّ .
وَالْقَوْل الثَّالِث : أَنَّ التَّكْبِير فِي الْأُولَى سَبْع وَفِي الثَّانِيَة سَبْع ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ أَنَس بْن مَالِك وَالْمُغِيرَة بْن شُعْبَة وَابْن عَبَّاس وَسَعِيد بْن الْمُسَيِّب وَالنَّخَعِيِّ .
الْقَوْل الرَّابِع : فِي الْأُولَى ثَلَاث بَعْد تَكْبِيرَة الْإِحْرَام قَبْل الْقِرَاءَة وَفِي الثَّانِيَة ثَلَاث بَعْد الْقِرَاءَة ، وَهُوَ مَرْوِيّ عَنْ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة ، اِبْن مَسْعُود وَأَبِي مُوسَى وَأَبِي مَسْعُود الْأَنْصَارِيّ ، وَهُوَ قَوْل الثَّوْرِيّ وَأَبِي حَنِيفَةَ .
وَالْقَوْل الْخَامِس : يُكَبِّر فِي الْأُولَى سِتًّا بَعْد تَكْبِيرَة الْإِحْرَام وَقَبْل الْقِرَاءَة وَفِي الثَّانِيَة خَمْسًا بَعْد الْقِرَاءَة ، وَهُوَ إِحْدَى الرِّوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَد بْن حَنْبَل . وَبَاقِي الْأَقْوَال الْخَمْسَة مَذْكُورَة فِي نَيْل الْأَوْطَار فَلْيُرْجَعْ إِلَيْهِ .
وَأَمَّا رَفْع الْيَدَيْنِ فِي تَكْبِيرَات الْعِيدَيْنِ فَلَمْ يَثْبُت فِي حَدِيث صَحِيح مَرْفُوع وَإِنَّمَا جَاءَ فِي ذَلِكَ أَثَر . قَالَ الْبَيْهَقِيّ فِي الْمَعْرِفَة بَاب رَفْع الْيَدَيْنِ فِي تَكْبِير الْعِيد ، قَالَ أَحْمَد وَالْبَيْهَقِيّ : وَرُوِّينَاهُ عَنْ عُمَر بْن الْخَطَّاب فِي حَدِيث مُرْسَل وَهُوَ قَوْل عَطَاء بْن أَبِي رَبَاح ، وَقَاسَهُ الشَّافِعِيّ عَلَى رَفْع رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ حِين اِفْتَتَحَ الصَّلَاة وَحِين أَرَادَ أَنْ يَرْكَع وَحِين رَفَعَ رَأْسه مِنْ الرُّكُوع وَلَمْ يَرْفَع فِي السُّجُود ، قَالَ : فَلَمَّا رَفَعَ يَدَيْهِ فِي كُلّ ذِكْر كَانَ حِين يَذْكُر اللَّه قَائِمًا أَوْ رَافِعًا إِلَى قِيَام مِنْ غَيْر سُجُود لَمْ يَجُزْ إِلَّا أَنْ يُقَال يَرْفَع الْمُكَبِّر فِي الْعِيدَيْنِ يَدَيْهِ عِنْد كُلّ تَكْبِيرَة كَانَ قَائِمًا فِيهَا . اِنْتَهَى . وَاَللَّه أَعْلَم .@

الصفحة 14