كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)
وَأَنَّهُ لَا يَسْتَقِلّ فِيهَا بِتَصَرُّفٍ لَمْ يُؤْذَن لَهُ فِيهِ وَلِهَذَا لَمْ يَسْتَقِلّ كُرَيْب بِالذَّهَابِ إِلَى أُمّ سَلَمَة لِأَنَّهُمْ إِنَّمَا أَرْسَلُوهُ إِلَى عَائِشَة ، فَلَمَّا أَرْشَدَتْهُ عَائِشَة إِلَى أُمّ سَلَمَة وَكَانَ رَسُولًا لِلْجَمَاعَةِ لَمْ يَسْتَقِلّ بِالذَّهَابِ حَتَّى رَجَعَ إِلَيْهِمْ فَأَخْبَرَهُمْ فَأَرْسَلُوهُ إِلَيْهَا
( فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ الْجَارِيَة )
: فِيهِ قَبُول خَبَر الْوَاحِد وَالْمَرْأَة مَعَ الْقُدْرَة عَلَى الْيَقِين بِالسَّمَاعِ مِنْ لَفْظ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( فَقُولِي لَهُ تَقُول أُمّ سَلَمَة )
: إِنَّمَا قَالَتْ عَنْ نَفْسهَا تَقُول أُمّ سَلَمَة فَكَنَّتْ نَفْسهَا وَلَمْ تَقُلْ هِنْد بِاسْمِهَا لِأَنَّهَا مَعْرُوفَة بِكُنْيَتِهَا ، وَلَا بَأْس بِذِكْرِ الْإِنْسَان نَفْسه بِالْكُنْيَةِ إِذَا لَمْ يُعْرَف إِلَّا بِهَا أَوْ اُشْتُهِرَ بِهَا بِحَيْثُ لَا يُعْرَف غَالِبًا إِلَّا بِهَا ، وَكُنِّيَتْ بِابْنِهَا سَلَمَة بْن أَبِي سَلَمَة وَكَانَ صَحَابِيًّا رَضِيَ اللَّه عَنْهُ
( فَأَشَارَ بِيَدِهِ )
: فِيهِ أَنَّ إِشَارَة الْمُصَلِّي بِيَدِهِ وَنَحْوهَا مِنْ الْأَفْعَال الْخَفِيفَة لَا تُبْطِل الصَّلَاة
( فَهُمَا هَاتَانِ )
: فِيهِ فَوَائِد مِنْهَا إِثْبَات سُنَّة الظُّهْر بَعْدهَا ، وَمِنْهَا أَنَّ السُّنَن الرَّاتِبَة إِذَا فَاتَتْ يُسْتَحَبّ قَضَاؤُهَا وَهُوَ الصَّحِيح ، وَمِنْهَا أَنَّ الصَّلَاة الَّتِي لَهَا سَبَب لَا تُكْرَه فِي وَقْت النَّهْي وَإِنَّمَا يُكْرَه مَا لَا سَبَب لَهَا . فَإِنْ قِيلَ هَذَا خَاصّ بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قُلْنَا : الْأَصْل الِاقْتِدَاء بِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَدَم التَّخْصِيص حَتَّى يَقُوم دَلِيل بِهِ بَلْ هُنَا دَلَالَة ظَاهِرَة عَلَى عَدَم التَّخْصِيص وَهِيَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه @
الصفحة 151