كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)
قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " مَا مِنْ صَلَاة مَفْرُوضَة إِلَّا وَبَيْن يَدَيْهَا سَجْدَتَانِ " يَعْنِي رَكْعَتَيْنِ ، كَذَا فِي غَايَة الْمَقْصُود مُخْتَصَرًا
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ .
" 1551 "
( مَا رَأَيْت أَحَدًا )
: الْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُؤَلِّف ثُمَّ الْمُنْذِرِيُّ ، فَهُوَ صَالِح الْإِسْنَاد عِنْدهمَا وَصَحَّحَهُ الْعَيْنِيّ وَابْن الْهُمَام . وَشُعَيْب الرَّاوِي عَنْ طَاوُس هُوَ شُعَيْب بَيَّاع الطَّيَالِسَة . قَالَ أَبُو زُرْعَة : لَا بَأْس بِهِ ، وَذَكَرَهُ اِبْن حِبَّان فِي الثِّقَات وَرَوَى عَنْهُ وَكِيع وَابْن أَبِي غُنْيَة وَعُمَر بْن عُبَيْد الطَّنَافِسِيّ وَمُوسَى بْن إِسْمَاعِيل ، قَالَهُ الْعَيْنِيّ . وَقَالَ اِبْن حَزْم : سَنَده لَا يَصِحّ لِأَنَّهُ عَنْ أَبِي شُعَيْب أَوْ شُعَيْب وَلَا يُدْرَى مَنْ هُوَ اِنْتَهَى . وَعِنْدِي أَنَّ هَذَا الْحَدِيث وَهْم مِنْ شُعَيْب الرَّاوِي عَنْ طَاوُس ، وَتَفَرَّدَ بِرِوَايَتِهِ عَنْ طَاوُس ، وَكَيْف تَصِحّ هَذِهِ الرِّوَايَة وَقَدْ رَوَى جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة كَعَبْدِ اللَّه بْن مُغَفَّل وَأَنَس وَعُقْبَة بْن عَامِر وَغَيْرهمْ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ أَذِنَ فِي ذَلِكَ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُصَلِّي وَفُعِلَ فِي عَهْده بِحَضْرَتِهِ فَلَمْ يَنْهَ عَنْهُ . وَقَدْ رُوِيَ عَنْ جَمَاعَة مِنْ الصَّحَابَة وَالتَّابِعِينَ أَنَّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْل الْمَغْرِب رَكْعَتَيْنِ ، فَمِنْ الصَّحَابَة أَنَس وَعَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَأُبَيّ بْن كَعْب وَأَبُو أَيُّوب الْأَنْصَارِيّ وَأَبُو الدَّرْدَاء وَجَابِر بْن عَبْد اللَّه وَغَيْرهمْ ، وَرِوَايَة هَؤُلَاءِ مَرْوِيَّة فِي قِيَام اللَّيْل لِمُحَمَّدِ بْن نَصْر كَذَا فِي الشَّرْح
( هُوَ )
: أَيْ الرَّاوِي عَنْ طَاوُس
( شُعَيْب )
: لَا أَبُو شُعَيْب
( وَهَمَ شُعْبَة )
: الرَّاوِي عَنْ شُعَيْب
( فِي اِسْمه )
: فَقَالَ أَبُو شُعَيْب بِالْكُنْيَةِ وَإِنَّمَا هُوَ@
الصفحة 163