كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)
فِي صَحِيح مُسْلِم وَغَيْره كُلّهَا مُتَّفِقَة لَا اِخْتِلَاف بَيْنهمَا عِنْد أَهْل التَّحْقِيق وَحَاصِلهَا أَنَّ الضُّحَى سُنَّة مُتَأَكِّدَة وَأَنَّ أَقَلّهَا رَكْعَتَانِ وَأَكْمَلهَا ثَمَان رَكَعَات وَبَيْنهمَا أَرْبَع أَوْ سِتّ كِلَاهُمَا أَكْمَلَ مِنْ رَكْعَتَيْنِ وَدُون ثَمَان ، وَأَمَّا الْجَمْع بَيْن حَدِيثَيْ عَائِشَة فِي نَفْي صَلَاته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الضُّحَى وَإِثْبَاتهَا ، فَهُوَ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّيهَا بَعْض الْأَوْقَات لِفَضْلِهَا وَيَتْرُكهَا فِي بِعَضْمِهَا خَشْيَة أَنْ تُفْرَض كَمَا ذَكَرَتْهُ عَائِشَة ، وَيَتَأَوَّل قَوْلهَا مَا كَانَ يُصَلِّيهَا إِلَّا أَنْ يَجِيء مِنْ مَغِيبه ، عَلَى أَنَّ مَعْنَاهُ مَا رَأَيْته كَمَا قَالَتْ فِي الرِّوَايَة الثَّانِيَة : " مَا رَأَيْت رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي سُبْحَة الضُّحَى " وَسَبَبه أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا كَانَ يَكُون عِنْد عَائِشَة فِي وَقْت الضُّحَى إِلَّا فِي نَادِر مِنْ الْأَوْقَات فَإِنَّهُ قَدْ يَكُون فِي ذَلِكَ مُسَافِرًا ، وَقَدْ يَكُون حَاضِرًا وَلَكِنَّهُ فِي الْمَسْجِد أَوْ فِي مَوْضِع آخَر إِذَا كَانَ عِنْد نِسَائِهِ فَإِنَّمَا كَانَ لَهَا يَوْم مِنْ تِسْعَة فَيَصِحّ قَوْلهَا مَا رَأَيْته
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم ، وَفِي الْأَلْفَاظ اِخْتِلَاف
( وَحَدِيث عَبَّاد )
: مِنْ رِوَايَة أَحْمَد بْن مَنِيع عَنْهُ عَنْ وَاصِل
( أَتَمّ )
: مِنْ حَدِيث مُسَدَّد عَنْ حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ وَاصِل
( وَلَمْ يَذْكُر مُسَدَّد )
: فِي رِوَايَته
( الْأَمْر وَالنَّهْي )
: كَمَا ذَكَرَهُ أَحْمَد بْن مَنِيع
( زَادَ )
: أَيْ مُسَدَّد فِي رِوَايَته
( وَقَالَ كَذَا وَكَذَا )
: هَكَذَا أُبْهِمَ وَلَمْ يَذْكُر الْمُشَار إِلَيْهِ ، وَصَرَّحَ أَحْمَد بْن مَنِيع بِهِ ، وَهُوَ ذِكْر الْأَمْر وَالنَّهْي
( وَزَادَ اِبْن مَنِيع )
: دُون مُسَدَّد
( يَقْضِي شَهْوَته )
أَيْ يُجَامِع أَهْله لِقَضَاءِ شَهْوَته
( قَالَ )
: النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( أَرَأَيْت )
: أَيْ أَخْبِرْنِي
( لَوْ وَضَعَهَا )
: أَيْ شَهْوَته
( فِي غَيْر حِلّهَا )
: وَهُوَ الزِّنَا
( أَلَمْ يَكُنْ يَأْثَم )
: وَيَرْتَكِب الْمَعْصِيَة .@
الصفحة 166