كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)
1099 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يَوْم فَتْح مَكَّة اِغْتَسَلَ فِي بَيْتهَا )
: قَالَ الْحَافِظ اِبْن حَجَر : ظَاهِره أَنَّ الِاغْتِسَال وَقَعَ فِي بَيْتهَا وَوَقَعَ فِي الْمُوَطَّأ وَمُسْلِم مِنْ طَرِيق أَبِي مُرَّة عَنْ أُمّ هَانِئ أَنَّهَا ذَهَبَتْ إِلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ بِأَعْلَى مَكَّة فَوَجَدَتْهُ يَغْسِل ، وَجَمَعَ بَيْنهمَا بِأَنَّ ذَلِكَ تَكَرَّرَ مِنْهُ . وَيُؤَيِّدهُ مَا رَوَاهُ اِبْن خُزَيْمَةَ مِنْ طَرِيق مُجَاهِد عَنْ أُمّ هَانِئ ، وَفِيهِ أَنَّ أَبَا ذَرّ سَتَرَهُ لَمَّا اِغْتَسَلَ وَأَنَّ فِي رِوَايَة أَبِي مُرَّة عَنْهَا أَنَّ فَاطِمَة بِنْته هِيَ الَّتِي سَتَرَتْهُ ، وَيَحْتَمِلُ أَنْ يَكُون نَزَلَ فِي بَيْتهَا بِأَعْلَى مَكَّة وَكَانَتْ هِيَ فِي بَيْت آخَر بِمَكَّة فَجَاءَتْ إِلَيْهِ فَوَجَدَتْهُ يَغْتَسِل فَيَصِحّ الْقَوْلَانِ ، وَأَمَّا السِّتْر فَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون أَحَدهمَا سَتَرَهُ فِي اِبْتِدَاء الْغُسْل وَالْآخَر فِي أَثْنَائِهِ وَاَللَّه أَعْلَم
( وَصَلَّى ثَمَان رَكَعَات )
: زَادَ كُرَيْب عَنْ أُمّ هَانِئ فِي الرِّوَايَة الْمُتَقَدِّمَة " يُسَلَّم مِنْ كُلّ رَكْعَتَيْنِ " وَكَذَا أَخْرَجَهُ اِبْن خُزَيْمَةَ أَيْضًا . وَفِيهِ رَدّ عَلَى مَنْ تَمَسّك بِهِ فِي صَلَاتهَا مَوْصُولَة سَوَاء صَلَّى ثَمَان رَكَعَات أَوْ أَقَلّ . وَفِي الطَّبَرَانِيّ مِنْ حَدِيث اِبْن أَبِي أَوْفَى " أَنَّهُ صَلَّى الضُّحَى رَكْعَتَيْنِ فَسَأَلَتْهُ اِمْرَأَته فَقَالَ : إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى يَوْم الْفَتْح رَكْعَتَيْنِ " وَهُوَ مَحْمُول عَلَى أَنَّهُ رَأَى مِنْ صَلَاة النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ ، وَرَأَتْ أُمّ هَانِئ بَقِيَّة الثَّمَان وَهَذَا يُقَوِّي أَنَّهُ صَلَّاهَا مَفْصُولَة ، وَاَللَّه أَعْلَم
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ .
1100 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَقَالَتْ لَا إِلَّا أَنْ يَجِيء مِنْ مَغِيبه )
: بِفَتْحِ الْمِيم وَكَسْر الْغَيْن أَيْ مِنْ سَفَره @
الصفحة 171