كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)
رَكْعَتَيْنِ وَيَحْتَمِلُ أَنَّ الْمُرَاد أَنَّهُ يَتَشَهَّد فِي كُلّ رَكْعَتَيْنِ وَإِنْ جَمَعَ رَكَعَات بِتَسْلِيمٍ وَاحِد فَيَكُون قَوْله عَقِبه
( أَنْ تَشَهَّدَ فِي كُلّ رَكْعَتَيْنِ )
: تَفْسِير الْمَعْنَى مَثْنَى مَثْنَى
( وَأَنْ تَبْأَس )
: أَيْ تُظْهِر بُؤْسًا وَفَاقَة . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَاهُ إِظْهَار الْبُؤْس وَالْفَاقَة . وَقَالَ أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيّ : أَيْ تُظْهِر خُضُوعًا وَفَقْرًا . قَالَ الْخَطَّابِيُّ : أَصْحَاب الْحَدِيث يُغَلِّطُونَ شُعْبَة فِي رِوَايَة هَذَا الْحَدِيث . قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْمَاعِيل الْبُخَارِيّ : أَخْطَأَ شُعْبَة فِي هَذَا الْحَدِيث فِي مَوَاضِع قَالَ عَنْ أَنَس بْن أَبِي أَنَس وَإِنَّمَا هُوَ عِمْرَان بْن أَبِي أَنَس ، وَقَالَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث وَإِنَّمَا عَنْ عَبْد اللَّه بْن نَافِع عَنْ رَبِيعَة بْن الْحَارِث وَرَبِيعَة بْن الْحَارِث هُوَ اِبْن الْمُطَّلِب فَقَالَ هُوَ عَنْ الْمُطَّلِب . وَالْحَدِيث عَنْ الْفَضْل بْن عَبَّاس وَلَمْ يَذْكُر فِيهِ الْفَضْل . قُلْت : وَرَوَاهُ اللَّيْث بْن سَعْد عَنْ عَبْد رَبّه بْن سَعِيد عَنْ عِمْرَان بْن أَبِي أَنَس عَنْ عَبْد اللَّه بْن نَافِع عَنْ رَبِيعَة بْن الْحَارِث عَنْ الْفَضْل بْن الْعَبَّاس عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الصَّحِيح . وَقَالَ يَعْقُوب بْن سُفْيَان فِي هَذَا الْحَدِيث مِثْل قَوْل الْبُخَارِيّ وَخَطَّأَ شُعْبَة وَصَوَّبَ اللَّيْث بْن سَعْد وَكَذَلِكَ قَالَ مُحَمَّد بْن إِسْحَاق بْن خُزَيْمَةَ اِنْتَهَى .
( وَتَمَسْكَنَ )
: مِنْ الْمَسْكَة وَقِيلَ مِنْ السُّكُون وَالْوَقَار وَالْمِيم مَزِيدَة فِيهَا قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ أَيْ تَظْهَر سُكُونًا وَوَقَارًا فَمِيمه زَائِد . وَقَالَ الْعِرَاقِيّ مُضَارِع حُذِفَ مِنْهُ أَحَد التَّائَيْنِ
( وَتُقْنِع بِيَدَيْك )
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ : إِقْنَاع الْيَدَيْنِ رَفْعهمَا فِي الدُّعَاء الْمَسْأَلَة اِنْتَهَى . وَجَعَلَ اِبْن الْعَرَبِيّ هَذَا الرَّفْع بَعْد الصَّلَاة فِيهَا . قَالَ الْعِرَاقِيّ لَا يَتَعَيَّن بَلْ يَجُوز أَنْ يُرَاد الرَّفْع فِي قُنُوت الصَّلَاة فِي الصُّبْح وَالْوِتْر اِنْتَهَى
( وَتَقُول اللَّهُمَّ اللَّهُمَّ )
: نِدَاء مَعْنَاهُ يَا اللَّه أَيْ أَعْطِنِي كَذَا وَكَذَا
( فَهِيَ خِدَاج )
: أَيْ نُقْصَان فِي الْأَجْر وَالْفَضِيلَة : قَالَ الْمُنْذِرِيُّ :@
الصفحة 175