كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)
وَوَرَدَ حَدِيث صَلَاة التَّسْبِيح أَيْضًا مِنْ حَدِيث الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِب وَابْنه الْفَضْل وَأَبِي رَافِع وَعَبْد اللَّه بْن عَمْرو وَعَبْد اللَّه بْن عُمَر وَعَلِيّ بْن أَبِي طَالِب وَجَعْفَر بْن أَبِي طَالِب وَابْنه عَبْد اللَّه وَأُمّ سَلَمَة وَالْأَنْصَارِيّ الَّذِي أَخْرَجَ الْمُؤَلِّف حَدِيثه وَسَيَجِيءُ . وَقَالَ الزَّرْكَشِيّ : غَلَطَ اِبْن الْجَوْزِيّ بِلَا شَكّ فِي جَعْله مِنْ الْمَوْضُوعَات ؛ لِأَنَّهُ رَوَاهُ مِنْ ثَلَاثَة طُرُق أَحَدهَا : حَدِيث اِبْن عَبَّاس وَهُوَ صَحِيح وَلَيْسَ بِضَعِيفٍ فَضْلًا عَنْ أَنْ يَكُون مَوْضُوعًا وَغَايَة مَا عَلَّلَهُ بِمُوسَى بْن عَبْد الْعَزِيز فَقَالَ مَجْهُول وَلَيْسَ كَذَلِكَ ، فَقَدْ رَوَى عَنْهُ بِشْر بْن الْحَكَم وَابْنه عَبْد الرَّحْمَن وَإِسْحَاق بْن أَبِي إِسْرَائِيل وَزَيْد بْن الْمُبَارَك الصَّنْعَانِيّ وَغَيْرهمْ . وَقَالَ فِيهِ اِبْن مَعِين وَالنَّسَائِيّ لَيْسَ بِهِ بَأْس وَلَوْ ثَبَتَتْ جَهَالَته لَمْ يَلْزَم أَنْ يَكُون الْحَدِيث مَوْضُوعًا ، مَا لَمْ يَكُنْ فِي إِسْنَاده مَنْ يُتَّهَمُ بِالْوَضْعِ . وَالطَّرِيقَانِ الْآخَرَانِ فِي كُلّ مِنْهُمَا ضَعِيف وَلَا يَلْزَم مِنْ ضَعْفهمَا أَنْ يَكُون حَدِيثهمَا مَوْضُوعًا اِنْتَهَى .
( عَشْر خِصَال )
: بِالنَّصْبِ عَلَى أَنَّهُ مَفْعُول لِلْأَفْعَالِ الْمُتَقَدِّمَة عَلَى سَبِيل التَّنَازُع قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ : الْخَصْلَة هِيَ الْخِلَّة ، أَيْ عَشْرَة أَنْوَاع ذُنُوبك ، وَالْخِصَال الْعَشْر مُنْحَصِرَة فِي قَوْله أَوَّله وَآخِره ، وَقَدْ زَادَهَا إِيضَاحًا بِقَوْلِهِ عَشْر خِصَال بَعْد حَصْر هَذِهِ الْأَقْسَام أَيْ هَذِهِ عَشْر خِصَال . وَقَالَ مَيْرك : فَالْخِصَال الْعَشْر هِيَ الْأَقْسَام الْعَشْر مِنْ الذُّنُوب . وَقَالَ بَعْضهمْ الْمُرَاد بِالْعَشْرِ الْخِصَال التَّسْبِيحَات وَالتَّحْمِيدَات وَالتَّهْلِيلَات وَالتَّكْبِيرَات فَإِنَّهَا سِوَى الْقِيَام عَشْر عَشْر اِنْتَهَى
( أَوَّله وَآخِره )
: بِالنَّصْبِ قَالَ التُّورْبَشْتِيُّ أَيْ مَبْدَأَهُ وَمُنْتَهَاهُ وَذَلِكَ أَنَّ مِنْ الذَّنْب مَا لَا يُوَاقِعهُ الْإِنْسَان دَفْعَة وَاحِدَة وَإِنَّمَا يَتَأَتَّى مِنْهُ شَيْئًا فَشَيْئًا وَيَحْتَمِل أَنْ يَكُون مَعْنَاهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبه وَمَا تَأَخَّرَ
( سِرّه وَعَلَانِيَته )
: وَالضَّمِير فِي هَذِهِ كُلّهَا عَائِد إِلَى قَوْله ذَنْبك@
الصفحة 178