كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)
كَبُرَتْ قَلِيلًا فَأَشْبَهَتْ الصَّاد فَإِنْ يَكُنْ كَذَلِكَ فَصَحَابِيّ هَذَا حَدِيث أَبِي كَبْشَة ، وَعَلَى التَّقْدِيرَيْنِ فَسَنَد هَذَا الْحَدِيث لَا يَنْحَطّ عَنْ دَرَجَة الْحَسَن فَكَيْفَ إِذَا ضُمَّ إِلَى رِوَايَة أَبِي الْجَوْزَاء عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر وَكَذَا فِي اللَّآلِئ . هَذَا مُلَخَّص مِنْ غَايَة الْمَقْصُود
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَقَدْ أَخْرَجَ حَدِيث صَلَاة التَّسْبِيح التِّرْمِذِيّ وَابْن مَاجَهْ مِنْ حَدِيث أَبِي رَافِع مَوْلَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . وَقَالَ التِّرْمِذِيّ : هَذَا حَدِيث غَرِيب مِنْ حَدِيث أَبِي رَافِع ، وَقَالَ أَيْضًا وَرُوِيَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْر حَدِيث فِي صَلَاة التَّسْبِيح وَلَا يَصِحّ مِنْهُ كَبِير شَيْء . وَقَالَ أَبُو جَعْفَر مُحَمَّد بْن عَمْرو الْعُقَيْلِيّ الْحَافِظ : لَيْسَ فِي صَلَاة التَّسْبِيح حَدِيث يَثْبُت هَذَا آخِر كَلَامه وَقَدْ وَقَعَ لَنَا حَدِيث صَلَاة التَّسْبِيح مِنْ حَدِيث الْعَبَّاس بْن عَبْد الْمُطَّلِب وَأَنَس بْن مَالِك وَغَيْرهمَا وَفِي كِلَيْهِمَا مَقَال . وَأَمْثَل الْأَحَادِيث فِيهَا حَدِيث عِكْرِمَة عَنْ اِبْن عَبَّاس الَّذِي ذَكَرْنَاهُ أَوَّل هَذَا الْبَاب ، فَإِنَّ أَبَا دَاوُدَ وَابْن مَاجَهْ أَخْرَجَاهُ عَنْ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الْحَكَم الْعَبْدِيّ النَّيْسَابُورِيّ وَهُوَ مِمَّنْ اِتَّفَقَ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم عَلَى الِاحْتِجَاج بِحَدِيثِهِ فِي صَحِيحَيْهِمَا عَنْ مُوسَى بْن عَبْد الْعَزِيز وَهُوَ أَبُو سَعِيد الْعَدَنِيّ الْقَنْبَارِيّ ، رَوَى عَنْهُ عَبْد الرَّحْمَن بْن بِشْر بْن الْحَكَم وَمُحَمَّد بْن الْحَكَم بْن أَسَد الْخُشَنِيُّ وَقَالَ يَحْيَى بْن مَعِين لَا أَرَى بَأْسًا عَنْ الْحَكَم بْن أَبَان وَقَدْ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْن مَعِين أَحَد الْعُبَّاد ، وَعِكْرِمَة مَوْلَى اِبْن عَبَّاس وَإِنْ كَانَ قَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ جَمَاعَة فَقَدْ وَثَّقَهُ جَمَاعَة وَاحْتَجَّ بِهِ الْبُخَارِيّ فِي صَحِيحه اِنْتَهَى كَلَامه . وَفِي التَّلْخِيص وَالْحَقّ أَنَّ طُرُقه كُلّهَا ضَعِيفَة وَإِنْ كَانَ حَدِيث اِبْن عَبَّاس يَقْرُب مِنْ شَرْط الْحَسَن إِلَّا أَنَّهُ شَاذّ لِشِدَّةِ الْفَرْدِيَّة فِيهِ وَعَدَم الْمُتَابَع وَالشَّاهِد مِنْ وَجْه مُعْتَبَر وَمُوسَى بْن عَبْد الْعَزِيز وَإِنْ كَانَ صَادِقًا صَالِحًا فَلَا يَحْتَمِل مِنْهُ هَذَا التَّفَرُّد ، وَقَدْ ضَعَّفَهَا اِبْن تَيْمِيَة وَالْمِزِّيّ وَتَوَقَّفَ الذَّهَبِيّ حَكَاهُ اِبْن عَبْد الْهَادِي عَنْهُمْ فِي أَحْكَامه اِنْتَهَى .@
الصفحة 183