كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)
اللَّيْل : وَاخْتَلَفُوا فِي الْمُدَّة الَّتِي بَيْنهمَا سَنَة أَوْ قَرِيب مِنْهَا أَوْ سِتَّة عَشَر شَهْرًا أَوْ عَشْر سِنِينَ . أَخْرَجَ عَبْد اللَّه بْن أَحْمَد فِي زَوَائِد الزُّهْد عَنْ عَائِشَة قَالَتْ : " كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَلَّمَا يَنَام مِنْ اللَّيْل لَمَّا قَالَ اللَّه لَهُ قُمْ اللَّيْل إِلَّا قَلِيلًا " وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي شَيْبَة وَالْحَاكِم وَالْبَيْهَقِيّ وَغَيْرهمْ عَنْ اِبْن عَيَّاش قَالَ " لَمَّا نَزَلَتْ أَوَّل الْمُزَّمِّل كَانُوا يَقُومُونَ نَحْوًا مِنْ قِيَامهمْ فِي شَهْر رَمَضَان حَتَّى أُنْزِلَ آخِرهَا وَكَانَ بَيْن أَوَّلهَا وَآخِرهَا نَحْو مِنْ سَنَة " وَأَخْرَجَ اِبْن جَرِير وَغَيْره عَنْ أَبِي عَبْد الرَّحْمَن السُّلَمِيّ قَالَ " لَمَّا نَزَلَتْ يَا أَيّهَا الْمُزَّمِّل قَامُوا حَوْلًا حَتَّى وَرِمَتْ أَقْدَامهمْ وَسُوقهمْ حَتَّى نَزَلَتْ فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ فَاسْتَرَاحَ النَّاس " وَأَخْرَجَ اِبْن جَرِير وَغَيْره عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر قَالَ : " لَمَّا نَزَلَتْ يَا أَيّهَا الْمُزَّمِّل قُمْ اللَّيْل إِلَّا قَلِيلًا مَكَثَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى هَذِهِ الْحَال عَشْر سِنِينَ يَقُوم اللَّيْل كَمَا أَمَرَهُ اللَّه وَكَانَتْ طَائِفَة مِنْ أَصْحَابه يَقُومُونَ مَعَهُ فَأَنْزَلَ اللَّه بَعْد عَشْر سِنِينَ إِنَّ رَبّك يَعْلَم أَنَّك تَقُوم إِلَى قَوْله فَأُقِيمُوا الصَّلَاة فَخَفَّفَ اللَّه عَنْهُمْ بَعْد عَشْر سِنِينَ " كَذَا فِي الدُّرّ الْمَنْثُور
( وَنَاشِئَة اللَّيْل أَوَّله )
: أَيْ أَوَّل اللَّيْل هَذَا تَفْسِير مِنْ اِبْن عَبَّاس فِي مَعْنَى نَاشِئَة اللَّيْل . وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ عَنْ اِبْن عَبَّاس فِي قَوْله تَعَالَى إِنَّ نَاشِئَة اللَّيْل قَالَ قِيَام اللَّيْل بِلِسَانِ الْحَبَشَة إِذَا قَامَ الرَّجُل قَالُوا نَشَأَ . وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا فِي سُنَنه عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة قَالَ سَأَلْت اِبْن عَبَّاس وَابْن الزُّبَيْر عَنْ نَاشِئَة اللَّيْل قَالَا قِيَام اللَّيْل
( وَكَانَتْ صَلَاتهمْ )
: أَيْ الصَّحَابَة
( لِأَوَّلِ اللَّيْل )
: أَيْ كَانَ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُومُونَ لِلتَّهَجُّدِ فِي أَوَّل اللَّيْل خَشْيَة أَنْ لَا يَقُومُوا بَعْد نَوْمهمْ فَيَفُوت عَنْهُمْ الْفَرْض وَهُوَ قِيَام اللَّيْل
( يَقُول )
: أَيْ@
الصفحة 189