كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

يَقُول اللَّهُمَّ اغْفِر فَيَسُبّ نَفْسه بِأَنْ يَقُول اللَّهُمَّ اعْفِر وَالْعَفْر هُوَ التُّرَاب فَيَكُون دُعَاء عَلَيْهِ بِالذُّلِّ وَالْهَوَان ، وَهُوَ تَصْوِير مِثَال مِنْ الْأَمْثِلَة وَلَا يُشْتَرَط إِلَيْهِ التَّصْحِيف وَالتَّحْرِيف . وَقَالَ اِبْن حَجَر الْمَكِّيّ بِالرَّفْعِ عَطْفًا عَلَى يَسْتَغْفِر وَبِالنَّصْبِ جَوَابًا لِلتَّرَجِّي ذَكَرَهُ فِي الْمِرْقَاة . قَالَ النَّوَوِيّ : وَفِيهِ الْحَثّ عَلَى الْإِقْبَال عَلَى الصَّلَاة بِخُشُوعٍ وَفَرَاغ قَلْب وَنَشَاط ، وَفِيهِ أَمْر النَّاعِس بِالنَّوْمِ أَوْ نَحْوه مِمَّا يُذْهِب عَنْهُ النُّعَاس ، وَهَذَا عَامّ فِي صَلَاة الْفَرْض وَالنَّفْل فِي اللَّيْل وَالنَّهَار وَهَذَا مَذْهَبنَا وَمَذْهَب الْجُمْهُور لَكِنْ لَا يُخْرِج فَرِيضَة عَنْ وَقْتهَا . قَالَ الْقَاضِي : وَحَمَلَهُ مَالِك وَجَمَاعَة عَلَى نَفْل اللَّيْل لِأَنَّهَا مَحَلّ النَّوْم غَالِبًا اِنْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ وَالنَّسَائِيّ وَابْن مَاجَهْ .
1116 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( فَاسْتَعْجَمَ الْقُرْآنَ )
: أَيْ اِسْتَغْلَقَ وَلَمْ يَنْطَلِق بِهِ لِسَانه لِغَلَبَةِ النُّعَاس قَالَهُ النَّوَوِيّ . وَفِي النِّهَايَة أَيْ اِرْتَجَّ عَلَيْهِ فَلَمْ يَقْدِر أَنْ يَقْرَأ كَأَنَّهُ صَارَ بِهِ عُجْمَة اِنْتَهَى . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِم وَالتِّرْمِذِيّ .
1117 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَحَبْل مَمْدُود بَيْن سَارِيَتَيْنِ )
: أَيْ الْأُسْطُوَانَتَيْنِ الْمَعْهُودَتَيْنِ
( فَإِذَا أَعْيَتْ )@

الصفحة 196