كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

بَكْر بْن مُبَشِّر لِأَنَّ مُخَالَفَة الطَّرِيق مِنْ الْمَنْدُوبَات وَالْبَاب يَشْمَل الصُّورَتَيْنِ ، مَعَ أَنَّ حَدِيث بَكْر ضَعِيف ، وَأَمَّا إِدْخَاله فِي الْبَاب الثَّانِي فَلَا يَسْتَقِيم لِأَنَّ قَوْله كُنْت أَغْدُو لَيْسَ فِعْلًا مِنْ الْغَدِ الَّذِي أَصْله الْغُدُوّ ، وَحَذَفَ الْوَاو بِلَا عِوَض ، وَيَدْخُل فِيهِ الْأَلِف وَاللَّام لِلتَّعْرِيفِ ، وَهُوَ الْيَوْم الَّذِي يَأْتِي بَعْد يَوْمك ، أَيْ ثَانِي يَوْمك ، فَلَا يُقَال كُنْت أَغْدُو بِمَعْنَى كُنْت أَسِير وَأَذْهَب فِي الْيَوْم الثَّانِي بَعْد يَوْمِي هَذَا ، وَلَا يُسْتَعْمَل بِهَذَا الْمَعْنَى فِي مُحَاوَرَة الْعَرَب ، فَلَا يُطَابِق الْحَدِيث مِنْ الْبَاب بَلْ هُوَ مِنْ تَصَرُّفَات النُّسَّاخ ، وَاَللَّه أَعْلَم .
979 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَمْ يُصَلِّ )
: أَيْ سُنَّة قَالَهُ الطِّيبِيُّ هَذَا النَّفْي مَحْمُول عَلَى الْمُصَلِّي لِخَبَرِ أَبِي سَعِيد الْخُدْرِيِّ " كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا يُصَلِّي قَبْل الْعِيد شَيْئًا فَإِذَا رَجَعَ إِلَى مَنْزِله صَلَّى رَكْعَتَيْنِ " رَوَاهُ اِبْن مَاجَهْ وَأَحْمَد وَالْحَاكِم وَصَحَّحَهُ وَحَسَّنَهُ الْحَافِظ فِي الْفَتْح . وَحَدِيث اِبْن عَبَّاس هَذَا أَخْرَجَهُ الْأَئِمَّة السِّتَّة ، وَفِيهِ دَلِيل عَلَى كَرَاهَة الصَّلَاة قَبْل صَلَاة الْعِيد وَبَعْدهَا ، وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ أَحْمَد بْن حَنْبَل . قَالَ اِبْن قُدَامَة : وَهُوَ مَذْهَب اِبْن عَبَّاس وَابْن عُمَر . قَالَ : وَرُوِيَ ذَلِكَ عَنْ عَلِيّ وَابْن مَسْعُود وَحُذَيْفَة وَبُرَيْدَةَ وَسَلَمَة بْن الْأَكْوَع وَجَابِر وَابْن أَبِي أَوْفَى ، وَقَالَ بِهِ شُرَيْح وَعَبْد اللَّه بْن مُغَفَّل وَمَسْرُوق وَالضَّحَّاك وَالْقَاسِم وَسَالِم وَمَعْمَر وَابْن جُرَيْجٍ وَالشَّعْبِيّ وَمَالِك ، وَرُوِيَ عَنْ مَالِك أَنَّهُ قَالَ لَا يَتَطَوَّع فِي الْمُصَلَّى قَبْلهَا وَلَا بَعْدهَا وَلَهُ فِي الْمَسْجِد رِوَايَتَانِ ، وَقَالَ الزُّهْرِيّ : لَمْ أَسْمَع أَحَدًا مِنْ عُلَمَائِنَا يَذْكُر أَنَّ أَحَدًا @

الصفحة 21