كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

980 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَنَّهُ )
: أَيْ الشَّأْن
( أَصَابَهُمْ )
: أَيْ الصَّحَابَة
( صَلَاة الْعِيد فِي الْمَسْجِد )
: أَيْ مَسْجِد الْمَدِينَة . قَالَ اِبْن الْمَلِك : يَعْنِي كَانَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي صَلَاة الْعِيد فِي الصَّحْرَاء إِلَّا إِذَا أَصَابَهُمْ مَطَر فَيُصَلِّي فِي الْمَسْجِد ، فَالْأَفْضَل أَدَاؤُهَا فِي الصَّحْرَاء فِي سَائِر الْبُلْدَان وَفِي مَكَّة خِلَاف ، وَالظَّاهِر أَنَّ الْمُعْتَمَد فِي مَكَّة أَنْ يُصَلِّي فِي الْمَسْجِد الْحَرَام عَلَى مَا عَلَيْهِ الْعَمَل فِي هَذِهِ الْأَيَّام ، وَلَمْ يُعْرَف خِلَافه مِنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام وَلَا مِنْ أَحَد مِنْ السَّلَف الْكِرَام ، فَإِنَّهُ مَوْضُوع بِحُكْمِ قَوْله تَعَالَى { إِنَّ أَوَّل بَيْت وُضِعَ لِلنَّاسِ } لِعُمُومِ عِبَادَاتهمْ مِنْ صَلَاة الْجَمَاعَة وَالْجُمُعَة وَالْعِيد وَالِاسْتِسْقَاء وَالْجِنَازَة وَالْكُسُوف وَالْخُسُوف ذَكَرَهُ فِي الْمِرْقَاة . وَفِي السُّبُل : وَقَدْ اِخْتَلَفَ الْعُلَمَاء عَلَى قَوْلَيْنِ : هَلْ الْأَفْضَل فِي صَلَاة الْعِيد الْخُرُوج إِلَى الْجَبَّانَة ، أَوْ الصَّلَاة فِي مَسْجِد الْبَلَد إِذَا كَانَ وَاسِعًا الْأَوَّل قَوْل الشَّافِعِيّ أَنَّهُ إِذَا كَانَ مَسْجِد الْبَلَد وَاسِعًا صَلَّوْا فِيهِ وَلَا يَخْرُجُونَ ، فَكَلَامه يَقْضِي بِأَنَّ الْعِلَّة فِي الْخُرُوج طَلَب الِاجْتِمَاع ، وَلِذَا أَمَرَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِإِخْرَاجِ الْعَوَاتِق وَذَوَات الْخُدُور ، فَإِذَا حَصَلَ ذَلِكَ فِي الْمَسْجِد فَهُوَ أَفْضَل ، وَلِذَلِكَ أَهْل مَكَّة لَا يَخْرُجُونَ لِسَعَة مَسْجِدهَا وَضِيق أَطْرَافهَا وَإِلَى هَذَا ذَهَبَ جَمَاعَة قَالُوا الصَّلَاة فِي الْمَسْجِد أَفْضَل . وَالْقَوْل الثَّانِي@

الصفحة 23