كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

لِمَالِك أَنَّ الْخُرُوج إِلَى الْجَبَّانَة أَفْضَل وَلَوْ اِتَّسَعَ الْمَسْجِد لِلنَّاسِ وَحُجَّتهمْ مُحَافَظَته صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ وَلَمْ يُصَلِّ فِي الْمَسْجِد إِلَّا لِعُذْرِ الْمَطَر وَلَا يُحَافِظ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَّا عَلَى الْأَفْضَل ، وَلِقَوْلِ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ وَأَنَّهُ رُوِيَ أَنَّهُ خَرَجَ إِلَى الْجَبَّانَة لِصَلَاةِ الْعِيد وَقَالَ : لَوْلَا أَنَّهُ السُّنَّة لَصَلَّيْت فِي الْمَسْجِد ، وَاسْتَخْلَفَ مَنْ يُصَلِّي بِضَعَفَةِ النَّاس فِي الْمَسْجِد ، قَالُوا : فَإِنْ كَانَ فِي الْجَبَّانَة مَسْجِد مَكْشُوف فَالصَّلَاة فِيهِ أَفْضَل ، وَإِنْ كَانَ مَسْقُوفًا فَفِيهِ تُرَدَّد . اِنْتَهَى .
قَالَ فِي فَتْح الْبَارِي قَالَ الشَّافِعِيّ فِي الْأُمّ : بَلَغَنَا أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَخْرُج فِي الْعِيدَيْنِ إِلَى الْمُصَلَّى بِالْمَدِينَةِ وَهَكَذَا مَنْ بَعْده إِلَّا مِنْ عُذْر مَطَر وَنَحْوه ، وَكَذَا عَامَّة أَهْل الْبُلْدَان إِلَّا أَهْل مَكَّة . اِنْتَهَى . وَالْحَدِيث أَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ وَالْحَاكِم وَسَكَتَ عَنْهُ أَبُو دَاوُدَ وَالْمُنْذِرِيّ وَقَالَ فِي التَّلْخِيص : إِسْنَاده ضَعِيف . اِنْتَهَى . قُلْت : فِي إِسْنَاده رَجُل مَجْهُول وَهُوَ عِيسَى بْن عَبْد الْأَعْلَى بْن أَبِي فَرْوَة الْفَرْوِيّ الْمَدَنِيّ ، قَالَ فِيهِ الذَّهَبِيّ فِي الْمِيزَان : لَا يَكَاد يُعْرَف ، وَقَالَ هَذَا حَدِيث مُنْكَر . وَقَالَ اِبْن الْقَطَّان : لَا أَعْلَم عِيسَى هَذَا مَذْكُورًا فِي شَيْء مِنْ كُتُب الرِّجَال وَلَا فِي غَيْر هَذَا الْإِسْنَاد اِنْتَهَى
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْن مَاجَهْ.
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( جُمَّاع )
: بِضَمِّ الْجِيم وَتَشْدِيد الْمِيم ، يُقَال جُمَّاع النَّاس أَيْ اِخْتِلَاطهمْ
( وَتَفْرِيعهَا )
: بِالرَّفْعِ مَعْطُوف عَلَى الْجُمَّاع ، أَيْ تَفْرِيع أَبْوَاب صَلَاة الِاسْتِسْقَاء ، وَالْفَرْع مَا يَتَفَرَّع مِنْ أَصْله ، يُقَال : فَرَّعْت مِنْ هَذَا الْأَصْل مَسَائِل فَتَفَرَّعَتْ ، أَيْ اِسْتُخْرِجَت فَخَرَجَتْ ، وَالْمَعْنَى هَذِهِ مَجْمُوع أَبْوَاب الِاسْتِسْقَاء وَمَا يَتَفَرَّع عَلَيْهِ مِنْ الْمَسَائِل مِنْ تَحْوِيل الرِّدَاء وَالْخُطْبَة وَرَفْع الْيَدَيْنِ فِي الدُّعَاء بِهَيْئَةٍ مَخْصُوصَة وَغَيْر ذَلِكَ وَاَللَّه أَعْلَم .@

الصفحة 24