كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

1239 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( كُتِبَا )
: أَيْ الصِّنْفَانِ مِنْ الرِّجَال وَالنِّسَاء
( مِنْ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا )
: أَيْ فِي جُمْلَتهمْ
( وَالذَّاكِرَات )
: كَذَلِكَ . وَفِي الْحَدِيث إِشَارَة إِلَى تَفْسِير الْآيَة الْكَرِيمَة { وَالذَّاكِرِينَ اللَّه كَثِيرًا وَالذَّاكِرَات أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَة وَأَجْرًا عَظِيمًا } قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَابْن مَاجَهْ ، وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ فِي الْجُزْء قَبْله أَيْ فِي بَاب قِيَام اللَّيْل .
1240 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( خَيْركُمْ )
: أَيْ يَا مَعْشَر الْقُرَّاء ، أَوْ يَا أَيُّهَا الْأُمَّة أَيْ أَفْضَلكُمْ كَمَا فِي رِوَايَة
( مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآن )
: أَيْ حَقّ تَعَلُّمه
( وَعَلَّمَهُ )
: أَيْ حَقّ تَعْلِيمه ، وَلَا يَتَمَكَّنُ مِنْ هَذَا إِلَّا بِالْإِحَاطَةِ بِالْعُلُومِ الشَّرْعِيَّة أُصُولهَا وَفُرُوعهَا ، وَمِثْل هَذَا الشَّخْص يُعَدّ كَامِلًا لِنَفْسِهِ مُكَمِّلًا لِغَيْرِهِ فَهُوَ أَفْضَل الْمُؤْمِنِينَ مُطْلَقًا ، وَلِذَا وَرَدَ عَنْ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام : " مَنْ عَلِمَ وَعَمِلَ وَعَلَّمَ يُدْعَى فِي الْمَلَكُوتِ عَظِيمًا " وَالْفَرْدُ الْأَكْمَلُ مِنْ هَذَا الْجِنْس هُوَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ الْأَشْبَه فَالْأَشْبَه . وَقَالَ الطِّيبِيُّ : أَيْ خَيْرُ النَّاس بِاعْتِبَارِ التَّعَلُّمِ وَالتَّعْلِيم مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآن وَعَلَّمَهُ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَالتِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ .@

الصفحة 325