كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

وَادٍ بِالْمَدِينَةِ سُمِّيَ بِذَلِكَ لِسَعَتِهِ وَانْبِسَاطه مِنْ الْبَطْح وَهُوَ الْبَسْط ، وَضَبَطَهُ اِبْن الْأَثِير بِفَتْحِ الْبَاء أَيْضًا
( أَوْ الْعَقِيق )
: قِيلَ أَرَادَ الْعَقِيق الْأَصْغَر وَهُوَ عَلَى ثَلَاثَة أَمْيَال أَوْ مِيلَيْنِ مِنْ الْمَدِينَة ، وَخَصَّهُمَا بِالذِّكْرِ لِأَنَّهُمَا أَقْرَبُ الْمَوَاضِع الَّتِي يُقَامُ فِيهَا أَسْوَاق الْإِبِل إِلَى الْمَدِينَة ، وَالظَّاهِر أَنَّ أَوْ لِلتَّنْوِيعِ ، لَكِنْ فِي جَامِع الْأُصُول أَوْ قَالَ إِلَى الْعَقِيق فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ شَكَّ مَنْ الرَّاوِي
( كَوْمَاوَيْنِ )
: تَثْنِيَة كَوْمَاء قُلِبَتْ الْهَمْزَة وَاوًا ، وَأَصْلُ الْكَوْم الْعُلُوُّ أَيْ فَيَحْصُل نَاقَتَيْنِ عَظِيمَتَيْ السَّنَام وَهِيَ مِنْ خِيَار مَال الْعَرَب
( زَهْرَاوَيْنِ )
: أَيْ سَمِينَتَيْنِ مَائِلَتَيْنِ إِلَى الْبَيَاض مِنْ كَثْرَة السِّمَن
( بِغَيْرِ إِثْم )
: كَسَرِقَةٍ وَغَصْب سَمَّى مُوجَب الْإِثْم إِثْمًا مَجَازًا
( وَلَا قَطْع رَحِم )
: أَيْ بِغَيْرِ مَا يُوجِبُهُ وَهُوَ تَخْصِيصٌ بَعْد تَعْمِيم
( قَالُوا كُلُّنَا )
: أَيْ يُحِبُّ ذَلِكَ
( خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَإِنْ ثَلَاثٌ فَثَلَاثٌ )
: وَلَفْظ مُسْلِم " خَيْرٌ لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ وَثَلَاثٌ خَيْرٌ لَهُ مِنْ ثَلَاثٍ وَأَرْبَعٌ خَيْر لَهُ مِنْ أَرْبَع " وَالْمَعْنَى أَنَّ الْآيَتَيْنِ خَيْر لَهُ مِنْ نَاقَتَيْنِ ، وَثَلَاث مِنْ الْآيَات خَيْر لَهُ مِنْ ثَلَاث مِنْ الْإِبِل ، وَأَرْبَع خَيْر لَهُ مِنْ أَرْبَع مِنْ الْإِبِل
( مِثْل أَعْدَادهنَّ )
: جَمْع عَدَد
( مِنْ الْإِبِل )
: بَيَان لِلْأَعْدَادِ فَخَمْس آيَات خَيْر مِنْ خَمْس إِبِل ، وَعَلَى هَذَا الْقِيَاسُ . وَلَفْظ مُسْلِم " وَمَنْ أَعْدَادهنَّ مِنْ الْإِبِل " فَيُحْتَمَل أَنْ يُرَاد أَنَّ آيَتَيْنِ خَيْر مِنْ نَاقَتَيْنِ وَمِنْ أَعْدَادهمَا مِنْ الْإِبِل ، وَثَلَاث خَيْر مِنْ ثَلَاث وَمِنْ أَعْدَادهنَّ مِنْ الْإِبِل ، وَكَذَا أَرْبَع . وَالْحَاصِلُ أَنَّ الْآيَات تُفَضَّلُ عَلَى أَعْدَادهنَّ مِنْ النُّوق وَمِنْ أَعْدَادِهِنَّ مِنْ الْإِبِل . كَذَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ . وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ تَرْغِيبَهُمْ فِي@

الصفحة 329