كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

ثُمَّ بَرَاءَة وَقِيلَ يُونُس . قَالَ الْحَافِظ : وَفِي لَفْظ لِلطَّبَرِيّ أَيْ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس أَيْضًا " الْبَقَرَة وَآلَ عِمْرَان وَالنِّسَاء وَالْمَائِدَة وَالْأَنْعَام وَالْأَعْرَاف " قَالَ الرَّاوِي وَذَكَرَ السَّابِعَة فَنَسِيتهَا . وَفِي رِوَايَة صَحِيحَة عِنْد اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر أَنَّهَا يُونُس ، وَعِنْد الْحَاكِم أَنَّهَا الْكَهْف ، وَزَادَ قِيلَ لَهُ مَا الْمَثَانِي قَالَ تُثَنَّى فِيهِنَّ الْقَصَص . وَمِثْله عَنْ سَعِيد بْن جُبَيْر عِنْد سَعِيد بْن مَنْصُور فِي سُنَنِهِ . وَالْحَاصِل أَنَّ الْمُرَاد بِالسَّبْعِ الْمَثَانِي فِي الْآيَة الْكَرِيمَة هُوَ الْفَاتِحَة لِتَصْرِيحِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة بِذَلِكَ وَالْمُرَاد بِالسَّبْعِ الْمَثَانِي الطُّوَل الْوَارِد فِي الْحَدِيث هُوَ سَبْع سُوَر مِنْ الْبَقَرَة إِلَى التَّوْبَة وَاَللَّه أَعْلَم قَالَهُ فِي الشَّرْح .
( وَأُوتِيَ مُوسَى )
صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( سِتًّا )
مِنْ الْأَلْوَاح كُتِبَتْ فِيهَا التَّوْرَاة . قَالَ السُّيُوطِيّ . وَأَخْرَجَ اِبْن أَبِي حَاتِم عَنْ اِبْن عَبَّاس قَالَ : " أُعْطِيَ مُوسَى التَّوْرَاة فِي سَبْعَة أَلْوَاح مِنْ زَبَرْجَد فِيهَا تِبْيَانٌ لِكُلِّ شَيْء وَمَوْعِظَة فَلَمَّا جَاءَ بِهَا فَرَأَى بَنِي إِسْرَائِيل عُكُوفًا عَلَى عِبَادَة الْعِجْل رَمَى بِالتَّوْرَاةِ مِنْ يَده فَتَحَطَّمَتْ فَرَفَعَ اللَّهُ مِنْهَا سِتَّة أَسْبَاع وَبَقِيَ سُبْعٌ "
( فَلَمَّا أَلْقَى )
: مُوسَى
( الْأَلْوَاح )
: أَيْ طَرَحَهَا غَضَبًا
( رُفِعَتْ ثِنْتَانِ وَبَقِينَ أَرْبَع )
: وَفِي الْحِلْيَة عَنْ مُجَاهِد قَالَ كَانَتْ الْأَلْوَاح ، مِنْ زُمُرُّد فَلَمَّا أَلْقَاهَا مُوسَى ذَهَبَ التَّفْصِيل يَعْنِي أَخْبَار الْغَيْب وَبَقِيَ الْهُدَى أَيْ مَا فِيهِ مِنْ الْمَوَاعِظ وَالْأَحْكَام . وَعِنْد اِبْن الْمُنْذِر عَنْ اِبْن جُرَيْجٍ قَالَ أُخْبِرْت أَنَّ أَلْوَاح مُوسَى كَانَتْ تِسْعَة فَرُفِعَ مِنْهَا لَوْحَانِ وَبَقِيَ سَبْعَة وَاَللَّه أَعْلَم
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ .@

الصفحة 333