كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

1248 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَبَا الْمُنْذِر )
: بِصِيغَةِ الْفَاعِل كُنْيَة أُبَيِّ بْن كَعْب
( أَيّ آيَة مَعَك )
: أَيْ حَال كَوْنه مُصَاحِبًا لَك . قَالَ الطِّيبِيُّ : وَقَعَ مَوْقِع الْبَيَان لِمَا كَانَ يَحْفَظُهُ مِنْ كِتَابِ اللَّه لِأَنَّ مَعَ كَلِمَةٌ تَدُلُّ عَلَى الْمُصَاحَبَة اِنْتَهَى قَالَ الْقَارِيّ : وَكَانَ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ مِمَّنْ حَفِظَ الْقُرْآن كُلّه فِي زَمَنه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَا ثَلَاثَة مِنْ بَنِي عَمّه
( أَعْظَم )
: قَالَ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ وَغَيْره الْمَعْنَى رَاجِع إِلَى الثَّوَاب وَالْأَجْر أَيْ أَعْظَم ثَوَابًا وَأَجْرًا وَهُوَ الْمُخْتَار كَذَا ذَكَرَهُ الطِّيبِيُّ
( قُلْت اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ )
: فَوَّضَ الْجَوَاب أَوَّلًا وَلَمَّا كَرَّرَ عَلَيْهِ السُّؤَال وَظَنَّ أَنَّ مُرَادَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام طَلَبُ الْأَخْبَار عَمَّا عِنْده فَأَخْبَرَهُ بِقَوْلِهِ
( قُلْت اللَّهُ لَا إِلَه إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ )
: وَيُحْتَمَلُ أَنْ يُقَالَ فَوَّضَ أَوَّلًا أَدَبًا وَأَجَابَ ثَانِيًا طَلَبًا فَجَمَعَ بَيْن الْأَدَب وَالِامْتِثَال كَمَا هُوَ دَأْب أَرْبَاب الْكَمَال
( فَضَرَبَ )
: أَيْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( فِي صَدْرِي )
: أَيْ مَحَبَّةً ، وَتَعْدِيَته بِفِي نَظِير قَوْله تَعَالَى { وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي } أَيْ أَوْقِعْ الصَّلَاح فِيهِمْ حَتَّى يَكُونُوا مَحِلًّا لَهُ
( لِيَهْنَ لَك )
: وَفِي نُسْخَة لِيَهْنَأَ بِهَمْزَةٍ بَعْد النُّون عَلَى الْأَصْل فَحَذَفَ تَخْفِيفًا أَيْ لِيَكُنْ الْعِلْمُ هَنِيئًا لَك . قَالَ الطِّيبِيُّ : يُقَالُ هَنَأَنِي الطَّعَامُ يَهْنَأنِي@

الصفحة 334