كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

وَيَهْنَؤُنِي وَهَنَأْت أَيْ تَهَنَّأْت بِهِ وَكُلُّ أَمْرٍ أَتَاك مِنْ غَيْر تَعَب فَهُوَ هَنِيءٌ وَهَذَا دُعَاءٌ لَهُ بِتَيْسِيرِ الْعِلْم وَرُسُوخه فِيهِ وَيَلْزَمُهُ الْإِخْبَارُ بِكَوْنِهِ عَالِمًا وَهُوَ الْمَقْصُودُ ، وَفِيهِ مَنْقَبَةٌ عَظِيمَة لِأَبِي الْمُنْذِر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ كَذَا ذَكَرَهُ فِي الْمِرْقَاة . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ .
1249 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَكَانَ الرَّجُلُ يَتَقَالُّهَا )
: أَيْ يَعُدُّهَا قَلِيلَة
( إِنَّهَا لَتَعْدِلُ ثُلُث الْقُرْآن )
قَالَ النَّوَوِيّ : وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى " إِنَّ اللَّه جَزَّأَ الْقُرْآن ثَلَاثَة أَجْزَاء فَجَعَلَ قُلْ هُوَ اللَّه أَحَد جُزْءًا مِنْ أَجْزَاء الْقُرْآن " قَالَ الْقَاضِي : قَالَ الْمَازِرِيّ قِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّ الْقُرْآن عَلَى ثَلَاثَة أَنْحَاء قَصَص وَأَحْكَام وَصِفَات اللَّه تَعَالَى وَقُلْ هُوَ اللَّه أَحَد مُتَمَحِّضَة لِلصِّفَاتِ فَهِيَ ثُلُث وَجُزْء مِنْ ثَلَاثَة أَجْزَاء ، وَقِيلَ مَعْنَاهُ أَنَّ ثَوَاب قِرَاءَتهَا يُضَاعَفُ بِقَدْرِ ثَوَابِ قِرَاءَة ثُلُث الْقُرْآن بِغَيْرِ تَضْعِيفٍ .
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . وَرُوِيَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ قَتَادَةَ بْن النُّعْمَان وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ كَذَلِكَ وَأَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ تَعْلِيقًا .@

الصفحة 335