كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

1250 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( أَلَا أُعَلِّمُك خَيْر سُورَتَيْنِ )
: قَالَ النَّوَوِيّ : فِيهِ حُجَّةٌ لِلْقَوْلِ بِجَوَازِ تَفْضِيل بَعْض الْقُرْآن عَلَى بَعْض . قَالَ وَفِيهِ خِلَافٌ لِلْعُلَمَاءِ ، فَمَنَعَ مِنْهُ أَبُو الْحَسَن الْأَشْعَرِيُّ وَأَبُو بَكْر الْبَاقِلَّانِيّ وَجَمَاعَة ، لِأَنَّ تَفْضِيل بَعْضه يَقْتَضِي نَقْصَ الْمَفْضُول وَلَيْسَ فِي كَلَام اللَّه نَقْصٌ ، وَتَأَوَّلَ هَؤُلَاءِ مَا وَرَدَ مِنْ إِطْلَاق أَعْظَم وَأَفْضَل فِي بَعْض الْآيَات وَالسُّوَر بِمَعْنَى عَظِيم وَفَاضِل ، وَأَجَازَ ذَلِكَ إِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ وَغَيْره ، قَالُوا وَهُوَ رَاجِع إِلَى عِظَم أَجْر قَارِئ ذَلِكَ وَجَزِيل ثَوَابِهِ ، وَالْمُخْتَار جَوَازُ قَوْل هَذِهِ الْآيَة ، أَوْ السُّورَة أَعْظَم أَوْ أَفْضَل بِمَعْنَى أَنَّ الثَّوَاب الْمُتَعَلِّقَ بِهَا أَكْثَر وَهُوَ مَعْنَى الْحَدِيث وَاَللَّه أَعْلَم
( فَلَمْ يَرَنِي )
: رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( سُرِرْت )
: بِصِيغَةِ الْمَجْهُول
( بِهِمَا )
: بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ
( جِدًّا )
: لَعَلَّهُ لِكَوْنِهِمَا قَصِيرَةً لَا كَبِيرَةً وَأَرَادَ أَنْ يُعَلِّمَهُ رَسُولُ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةً كَبِيرَةً
( صَلَّى بِهِمَا )
: أَيْ الْمُعَوِّذَتَيْنِ
( كَيْف رَأَيْت )
: هَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ الْمُشْتَمِلَتَيْنِ عَلَى التَّعَوُّذ مِنْ الشُّرُور@

الصفحة 336