كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

كُلّهَا ، فَمَنْ حَفِظَهُمَا فَقَدْ وُقِيَ مِنْ الْآفَات وَالْبَلِيَّات
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ . وَالْقَاسِمُ هُوَ أَبُو عَبْد الرَّحْمَن الْقَاسِم بْن عَبْد الرَّحْمَن الْقُرَشِيُّ الْأُمَوِيُّ مَوْلَاهُمْ الشَّامِيّ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْن مَعِين وَعِدَّةٌ وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْرُ وَاحِدٍ .
1251 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( بَيْن الْجُحْفَة )
: وَهِيَ مِيقَات أَهْل الشَّام قَدِيمًا وَأَهْل مِصْر وَالْمَغْرِب وَتُسَمَّى فِي هَذَا الزَّمَان رَابِغ ، سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّ السُّيُول أَجْحَفَتْهَا ، وَهِيَ الَّتِي دَعَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِنَقْلِ حُمَّى الْمَدِينَة إِلَيْهَا فَانْتَقَلَتْ إِلَيْهَا وَكَانَ لَا يَمُرُّ بِهَا طَائِرٌ إِلَّا حُمَّ
( وَالْأَبْوَاء )
: بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَسُكُون الْبَاء وَالْمَدّ جَبَلٌ بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة ، وَقِيلَ قَرْيَة مِنْ أَعْمَال الْفَرْع وَبِهِ تُوُفِّيَتْ أُمُّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنهَا وَبَيْن الْجُحْفَةِ عِشْرُونَ أَوْ ثَلَاثُونَ مِيلًا
( فَجَعَلَ )
: أَيْ طَفِقَ وَشَرَعَ
( يَتَعَوَّذ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ )
: أَيْ الْخَلْقِ أَوْ بِئْر فِي قَعْر جَهَنَّم
( وَأَعُوذُ بِرَبِّ النَّاس )
: أَيْ بِهَاتَيْنِ السُّورَتَيْنِ الْمُشْتَمِلَتَيْنِ عَلَى ذَلِكَ
( يَا عُقْبَة تَعَوَّذْ بِهِمَا )
: أَيْ بَلْ هُمَا أَفْضَلُ التَّعَاوِيذ ، وَمِنْ ثَمَّ لَمَّا سُحِرَ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام مَكَثَ مَسْحُورًا سَنَةً حَتَّى أَنْزَلَ اللَّه عَلَيْهِ مَلَكَيْنِ يُعَلِّمَانِهِ أَنَّهُ يَتَعَوَّذُ بِهِمَا فَفَعَلَ فَزَالَ مَا يَجِدُهُ مِنْ السِّحْرِ
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده مُحَمَّد بْن إِسْحَاق وَقَدْ تَقَدَّمَ الْكَلَامُ عَلَيْهِ .@

الصفحة 337