كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

جَمَعَتْ ثِيَابه عِنْد صَدْرِهِ فِي الْخُصُومَة ثُمَّ جَرَرْته وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى اِعْتِنَائِهِمْ بِالْقُرْآنِ وَالْمُحَافَظَة عَلَى لَفْظِهِ كَمَا سَمِعَهُ بِلَا عُدُولٍ إِلَى مَا تُجَوِّزُهُ الْعَرَبِيَّةُ
( هَذَا يَقْرَأُ سُورَة الْفُرْقَان عَلَى غَيْر مَا أَقْرَأْتنِيهَا )
: قِيلَ نَزَلَ الْقُرْآنُ عَلَى لُغَة قُرَيْش فَلَمَّا عَسُرَ عَلَى غَيْرِهِمْ أُذِنَ فِي الْقِرَاءَة بِسَبْعِ لُغَاتٍ لِلْقَبَائِلِ الْمَشْهُورَةِ كَمَا ذُكِرَ فِي أُصُولِ الْفِقْهِ ، وَذَلِكَ لَا يُنَافِي زِيَادَة الْقِرَاءَاتِ عَلَى سَبْعٍ لِلِاخْتِلَافِ فِي لُغَة كُلِّ قَبِيلَةٍ وَإِنْ كَانَ قَلِيلًا وَلِلتَّمَكُّنِ بَيْنَ الِاخْتِلَافِ فِي اللُّغَات
( اِقْرَأْ فَقَرَأَ )
: أَيْ هِشَامٌ
( الْقِرَاءَة الَّتِي سَمِعْته )
: أَيْ سَمِعْت هِشَامًا إِيَّاهَا عَلَى حَذْف الْمَفْعُول الثَّانِي
( هَكَذَا أُنْزِلَتْ )
: أَيْ السُّورَة أَوْ الْقِرَاءَة
( فَقَالَ هَكَذَا أُنْزِلَتْ )
: أَيْ عَلَى لِسَان جِبْرِيل كَمَا هُوَ الظَّاهِرُ أَوْ هَكَذَا عَلَى التَّخْيِير أُنْزِلَتْ
( أُنْزِلَ عَلَى سَبْعَة أَحْرُف )
: أَيْ لُغَات أَوْ قِرَاءَات أَوْ أَنْوَاع ، قِيلَ اُخْتُلِفَ فِي مَعْنَاهُ عَلَى أَحَد وَأَرْبَعِينَ قَوْلًا مِنْهَا أَنَّهُ مِمَّا لَا يُدْرَى مَعْنَاهُ لِأَنَّ الْحَرْف يَصْدُقُ لُغَة عَلَى حَرْفِ الْهِجَاء وَعَلَى الْكَلِمَةِ وَعَلَى الْمَعْنَى وَعَلَى الْجِهَة ، قَالَ الْعُلَمَاء : إِنَّ الْقِرَاءَات وَإِنْ زَادَتْ عَلَى سَبْعٍ فَإِنَّهَا رَاجِعَة إِلَى سَبْعَةِ أَوْجُهٍ مِنْ الِاخْتِلَافَاتِ :
الْأَوَّلُ : اِخْتِلَافُ الْكَلِمَة فِي نَفْسِهَا بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ كَقَوْلِهِ تَعَالَى : نُنْشِزُهَا ، نَنْشُرُهَا . الْأَوَّل بِالزَّايِ الْمُعْجَمَةِ وَالثَّانِي بِالرَّاءِ الْمُهْمَلَة ، وَقَوْله : سَارِعُوا ، وَسَارِعُوا . فَالْأَوَّلُ بِحَذْفِ الْوَاوِ الْعَاطِفَة قَبْلَ السِّين وَالثَّانِي بِإِثْبَاتِهَا .@

الصفحة 346