كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

الْحَافِظ وَقَدْ حَكَى اِبْن الْمُنْذِر الِاخْتِلَاف فِي وَقْتهَا قَالَ فِي الْفَتْح وَالرَّاجِح أَنَّهُ لَا وَقْت لَهَا مُعَيَّن وَإِنْ كَانَ أَكْثَر أَحْكَامهَا كَالْعِيدِ لَكِنَّهَا مُخَالِفَة بِأَنَّهَا لَا تَخْتَصّ بِيَوْمٍ مُعَيَّن . وَنَقَلَ اِبْن قُدَامَة الْإِجْمَاع عَلَى أَنَّهَا لَا تُصَلَّى فِي وَقْت الْكَرَاهَة . وَأَفَادَ اِبْن حِبَّان بِأَنَّ خُرُوجه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلِاسْتِسْقَاءِ كَانَ فِي شَهْر رَمَضَان سَنَة سِتّ مِنْ الْهِجْرَة
( جَدْب دِيَاركُمْ )
: بِفَتْحِ الْجِيم وَسُكُون الْمُهْمَلَة أَيْ قَحْطهَا
( وَاسْتِئْخَار الْمَطَر )
: أَيْ تَأَخُّره . قَالَ الطِّيبِيُّ : وَالسِّين لِلْمُبَالَغَةِ يُقَال اِسْتَأْخَرَ الشَّيْء إِذَا تَأَخَّرَ تَأَخَّرَا بَعِيدًا
( عَنْ إِبَّان زَمَانه )
: بِكَسْرِ الْهَمْزَة وَتَشْدِيد الْبَاء أَيْ وَقْته مِنْ إِضَافَة الْخَاصّ إِلَى الْعَامّ يَعْنِي عَنْ أَوَّل زَمَان الْمَطَر ، وَالْإِبَّان أَوَّل الشَّيْء . قَالَ فِي النِّهَايَة قِيلَ نُونه أَصْلِيَّة فَيَكُون فِعَالًا وَقِيلَ زَائِدَة فَيَكُون فِعْلَان مِنْ آبَ الشَّيْء يَؤُبّ إِذَا تَهَيَّأَ لِلذَّهَابِ . وَفِي الْقَامُوس إِبَّان الشَّيْء بِالْكَسْرِ حِينه أَوْ أَوَّله
( وَقَدْ أَمَرَكُمْ اللَّه )
: يُرِيد قَوْل اللَّه تَعَالَى { اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } .
( ثُمَّ قَالَ الْحَمْد لِلَّهِ )
: فِيهِ دَلِيل عَلَى عَدَم اِفْتِتَاح الْخُطْبَة بِالْبَسْمَلَةِ بَلْ بِالْحَمْدَلَةِ وَلَمْ تَأْتِ رِوَايَة عَنْهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ اِفْتَتَحَ الْخُطْبَة بِغَيْرِ التَّحْمِيد كَمَا فِي السُّبُل
( مَلِك يَوْم الدِّين )
: بِقَصْرِ الْمِيم أَيْ بِلَا أَلِف بَعْد الْمِيم فِي مَالِك
( قُوَّة )
: أَيْ بِالْقُوتِ حَتَّى لَا نَمُوت ، وَالْمَعْنَى اِجْعَلْهُ مَنْفَعَة لَنَا لَا مَضَرَّة عَلَيْنَا
( وَبَلَاغًا )
: أَيْ زَادًا يُبَلِّغنَا
( إِلَى حِين )
: أَيْ مِنْ أَحْيَان آجَالنَا . قَالَ الطِّيبِيُّ : الْبَلَاغ مَا يَتَبَلَّغ بِهِ@

الصفحة 35