كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

: يَكْفِيك وَلَا يَضُرُّك
( مَا لَا تَخْتِمُ )
: يَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( آيَة عَذَاب بِرَحْمَةٍ )
: أَيْ مَكَان آيَة رَحْمَة
( آيَة رَحْمَة بِعَذَابٍ )
: فَلَا يَجُوزُ لَك . وَهَذَا يُفِيدُ أَنَّهُ كَمَا رَخَّصَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي اللُّغَات السَّبْع كَذَلِكَ رَخَّصَ لَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رُءُوس الْآيَات بِمَا يُنَاسِبُ الْمَقَام مِنْ أَسْمَاء اللَّه تَعَالَى مِنْ غَيْر تَقْيِيدٍ بِبَعْضٍ ، وَلَكِنْ لَا يَجُوزُ هَذَا التَّغَيُّر وَالتَّبَدُّل لِكُلِّ أَحَد وَلَمْ يُرَخِّصْ فِي ذَلِكَ عُمُومًا بَلْ لَا بُدَّ أَنْ يَقْتَصِرَ فِي الْقِرَاءَة عَلَى مَا ثَبَتَ عَنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ أَكْثَر الْأَئِمَّة مِنْ السَّلَف وَالْخَلَف وَاَللَّهُ أَعْلَمُ . كَذَا فِي غَايَة الْمَقْصُود . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
1263 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عِنْد أَضَاة بَنِي غِفَار )
: بِكَسْرِ الْغَيْن ، وَأَضَاة بِوَزْنِ الْحَصَاةِ الْغَدِير
( أَنْ تُقْرِئَ )
: مِنْ الْإِقْرَاء
( أُمَّتَك )
: مَفْعُولُ تُقْرِئَ . وَعِنْد مُسْلِم فِي حَدِيث طَوِيل عَنْ أُبَيِّ بْن كَعْب " فَقَالَ لِي رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أُبَيُّ أُرْسِلَ إِلَيَّ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآن عَلَى حَرْف فَرَدَدْت إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي ، فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّانِيَة اِقْرَأْهُ عَلَى حَرْفَيْنِ فَرَدَدْت إِلَيْهِ أَنْ هَوِّنْ عَلَى أُمَّتِي فَرَدَّ إِلَيَّ الثَّالِثَة اِقْرَأْهُ عَلَى سَبْعَة أَحْرُف " وَعِنْدَ الشَّيْخَيْنِ مِنْ حَدِيث اِبْن عَبَّاس أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " أَقْرَأَنِي جِبْرِيل عَلَى حَرْف فَرَاجَعْته فَلَمْ أَزَلِ أَسْتَزِيدُهُ وَيُزِيدُنِي حَتَّى اِنْتَهَى إِلَى سَبْعَة أَحْرُفٍ " وَعِنْد التِّرْمِذِيّ مِنْ حَدِيث أُبَيٍّ قَالَ : " لَقِيَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جِبْرِيل فَقَالَ يَا جِبْرِيل إِنِّي بُعِثْت إِلَى أُمَّة أُمِّيِّينَ مِنْهُمْ الْعَجُوز وَالشَّيْخ @

الصفحة 351