كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

: مِنْ كُلِّ ثَنَاءٍ جَمِيل وَيَشْكُرُهُ عَلَى كُلّ عَطَاء جَزِيل
( ثُمَّ يُصَلِّي عَلَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ )
: فَإِنَّهُ وَاسِطَةُ عِقْد الْمَحَبَّةِ وَوَسِيلَة الْعِبَادَة وَالْمَعْرِفَة . كَذَا فِي مِرْقَاة الْمَفَاتِيح
( ثُمَّ يَدْعُو بَعْد )
: أَيْ بَعْدَمَا ذَكَرَ
( بِمَا شَاءَ )
: مِنْ دِين أَوْ دُنْيَا مِمَّا يَجُوزُ طَلَبُهُ . وَفِي رِوَايَة لِلتِّرْمِذِيِّ " بَيْنَمَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَاعِد إِذْ دَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى فَقَالَ اللَّهُمَّ اِغْفِرْ لِي وَارْحَمْنِي فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عَجَّلْت أَيّهَا الْمُصَلِّي إِذَا صَلَّيْت فَقَعَدْت فَاحْمَدْ اللَّه بِمَا هُوَ أَهْله وَصَلِّ عَلَيَّ ثُمَّ اُدْعُهُ قَالَ ثُمَّ صَلَّى رَجُلٌ آخَر بَعْد ذَلِكَ فَحَمِدَ اللَّه وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيْ وَلَمْ يَدْعُ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّهَا الْمُصَلِّي اُدْعُ تُجَبْ " قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ . وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ صَحِيحٌ .
1267 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( يُسْتَحَبُّ الْجَوَامِعُ مِنْ الدُّعَاء )
: أَيْ الْجَامِعَة لِخَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة وَهِيَ مَا كَانَ لَفْظه قَلِيلًا وَمَعْنَاهُ كَثِيرًا كَمَا فِي قَوْله تَعَالَى : { رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَة وَفِي الْآخِرَة حَسَنَة وَقِنَا عَذَاب النَّار } وَمِثْل الدُّعَاء بِالْعَافِيَةِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة . وَقَالَ عَلِيّ الْقَارِيّ : وَهِيَ الَّتِي تَجْمَعُ الْأَغْرَاض الصَّالِحَة أَوْ تَجْمَعُ الثَّنَاء عَلَى اللَّه تَعَالَى وَآدَاب الْمَسْأَلَة . وَقَالَ الْمُظْهِر : هِيَ مَا لَفْظه قَلِيل وَمَعْنَاهُ كَثِير شَامِل لِأُمُورِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة نَحْو اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك الْعَفْو وَالْعَافِيَة فِي الدِّين وَالدُّنْيَا وَالْآخِرَة ، وَكَذَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُك الْهُدَى وَالتُّقَى وَالْعَفَاف وَالْغِنَى ، وَنَحْو سُؤَال الْفَلَاح وَالنَّجَاح
( وَيَدَعُ )
: أَيْ يَتْرُكُ
( مَا سِوَى ذَلِكَ )
: أَيْ مِمَّا لَا يَكُونُ جَامِعًا بِأَنْ يَكُونَ خَالِصًا بِطَلَبِ أُمُورٍ جُزْئِيَّةٍ : كَارْزُقْنِي زَوْجَةً حَسَنَةً ، فَإِنَّ الْأَوْلَى وَالْأَحْرَى مِنْهُ اُرْزُقْنِي الرَّاحَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَة فَإِنَّهُ يَعُمُّهَا وَغَيْرهَا اِنْتَهَى .
وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .@

الصفحة 355