كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

الْمَطْلُوب ، وَمِنْهَا اِدِّخَارُهُ لِيَوْمٍ يَكُونُ أَحْوَجَ إِلَى ثَوَابِهِ وَمِنْهَا وُجُودُهُ فِي وَقْت آخَرَ لِحِكْمَةٍ اِقْتَضَتْ تَأْخِيرَهُ وَمِنْهَا دَفْعُ شَرٍّ بَدَلَهُ . كَذَا فِي الْمِرْقَاة
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وَالتِّرْمِذِيُّ وَابْن مَاجَهْ .
1270 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَا تَسْتُرُوا الْجُدُر )
: جَمْع جِدَار أَيْ لَا تَسْتُرُوا الْجُدُر بِثِيَابٍ لِأَنَّ هَذَا مِنْ دَأْب الْمُتَكَبِّرِينَ وَلِأَنَّ فِيهِ إِضَاعَةَ الْمَال مِنْ غَيْر ضَرُورَة
( مَنْ نَظَرَ فِي كِتَابِ أَخِيهِ بِغَيْرِ إِذْنِهِ فَإِنَّمَا يَنْظُرُ فِي النَّار )
قَالَ الْخَطَّابِيُّ : قَوْله فَإِنَّمَا يَنْظُرُ فِي النَّار إِنَّمَا هُوَ مَثَلٌ يَقُولُ كَمَا تَحْذَرُ النَّارَ فَلْتَحْذَرْ هَذَا الصَّنِيعَ إِذَا كَانَ مَعْلُومًا أَنَّ النَّظَر فِي النَّار وَالتَّحْدِيق إِلَيْهَا يَضُرُّ الْبَصَر ، وَقَدْ يُحْمَلُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِالنَّظَرِ إِلَى النَّار الدُّنُوَّ مِنْهَا وَالتَّصَلِّي فِيهَا ، لِأَنَّ النَّظَرَ إِلَى الشَّيْء إِنَّمَا يَتَحَقَّقُ عِنْدَ قُرْبِ الْمَسَافَة بَيْنك وَبَيْن الدُّنُوّ مِنْهُ ، وَفِيهِ وَجْهٌ آخَرُ وَهُوَ أَنْ يَكُونَ مَعْنَاهُ كَأَنَّمَا يَنْطُرُ إِلَى مَا يُوجِبُ عَلَيْهِ النَّارَ فَأَضْمَرَهُ فِي الْكَلَامِ ، وَزَعَمَ بَعْضُ أَهْل الْعِلْم أَنَّهُ إِنَّمَا أَرَادَ بِهِ الْكِتَاب الَّذِي فِيهِ أَمَانَة أَوْ سِرٌّ يَكْرَهُ صَاحِبُهُ أَنْ يَطَّلِعَ عَلَيْهِ أَحَدٌ دُونَ الْكِتَاب الَّتِي فِيهَا عِلْمٌ فَإِنَّهُ لَا يَحِلُّ مِنْهُ وَلَا يَجُوزُ كِتْمَانُهُ ، وَقِيلَ إِنَّهُ عَالِم فِي كُلِّ كِتَاب لِأَنَّ صَاحِب الشَّيْء أَوْلَى بِمَالِهِ وَأَحَقّ بِمَنْفَعَةِ مِلْكِهِ ، وَإِنَّمَا يَأْثَمُ بِكِتْمَانِ الْعِلْم الَّذِي يُسْأَلُ عَنْهُ ، فَأَمَّا أَنْ
يَأْثَمَ فِي مَنْعِهِ كِتَابًا عِنْدَهُ وَحَبْسه مِنْ غَيْره فَلَا وَجْه لَهُ وَاَللَّه أَعْلَم اِنْتَهَى
( سَلُوا اللَّهَ بِبُطُونِ أَكُفَّكُمْ وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا )
: لِأَنَّ اللَّائِقَ بِالطَّالِبِ @

الصفحة 357