كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

لِشَيْءٍ يَنَالُهُ أَنْ يَمُدَّ كَفَّهُ إِلَى الْمَطْلُوب وَيَبْسُطَهَا مُتَضَرِّعًا لِيَمْلَأَهَا مِنْ عَطَائِهِ الْكَثِير الْمُؤْذِن بِهِ رَفْع الْيَدَيْنِ إِلَيْهِ جَمِيعًا أَمَّا مَنْ سَأَلَ رَفْعَ شَيْء وَقَعَ بِهِ مِنْ الْبَلَاء فَالسُّنَّة أَنْ يَرْفَعَ إِلَى السَّمَاءِ ظَهْرَ كَفَّيْهِ اِتِّبَاعًا لَهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة وَالسَّلَام ، وَحِكْمَته التَّفَاؤُل فِي الْأَوَّل بِحُصُولِ الْمَأْمُول وَفِي الثَّانِي بِدَفْعِ الْمَحْذُور
( فَإِذَا فَرَغْتُمْ )
: أَيْ مِنْ الدُّعَاء
( فَامْسَحُوا بِهَا )
: أَيْ بِأَكُفِّكُمْ
( وُجُوهكُمْ )
: فَإِنَّهَا تَنْزِلُ عَلَيْهَا آثَارُ الرَّحْمَة فَتَصِلُ بَرَكَتُهَا إِلَيْهَا
( كُلّهَا وَاهِيَة )
: أَيْ ضَعِيفَة
( وَهَذَا الطَّرِيق )
: أَيْ طَرِيق عَبْد اللَّه بْن يَعْقُوب
( أَمْثَلُهَا )
: أَيْ أَحْسَنُ الْوُجُوه
( وَهُوَ ضَعِيف أَيْضًا )
: لِأَنَّ فِيهِ رَاوٍ مَجْهُول . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ اِبْنُ مَاجَهْ .
1271 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( إِذَا سَأَلْتُمْ اللَّه )
: أَيْ شَيْئًا مِنْ جَلْب نَفْع أَوْ دَفْع ضُرّ
( فَسَلُوهُ بِبُطُونِ أَكُفَّكُمْ )
: جَمْع الْكَفّ قَالَ الطِّيبِيُّ : لِأَنَّ هَذِهِ هَيْئَة السَّائِل الطَّالِب الْمُنْتَظِر لِلْأَخْذِ فَيُرَاعَى مُطْلَقًا كَمَا هُوَ ظَاهِر الْحَدِيث
( وَلَا تَسْأَلُوهُ بِظُهُورِهَا )
قَالَ الطِّيبِيُّ : رُوِيَ أَنَّهُ عَلَيْهِ الصَّلَاة السَّلَام أَشَارَ فِي الِاسْتِسْقَاء بِظَهْرِ كَفَّيْهِ وَمَعْنَاهُ أَنَّهُ رَفَعَ @

الصفحة 358