كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

يَدَيْهِ رَفْعًا بَلِيغًا حَتَّى ظَهَرَ بَيَاض إِبِطِهِ وَصَارَتْ كَفَّاهُ مُحَاذِيَيْنِ لِرَأْسِهِ مُلْتَمِسًا أَنْ يَغْمُرَهُ بِرَحْمَتِهِ مِنْ رَأْسِهِ إِلَى قَدَمَيْهِ . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : قَالَ أَبُو دَاوُدَ قَالَ سُلَيْمَان بْن عَبْد الْحَمِيد لَهُ عِنْدنَا صُحْبَة يَعْنِي مَالِك بْن يَسَار ، وَفِي نُسْخَة مَا لَهُ عِنْدنَا صُحْبَةٌ . قَالَ أَبُو الْقَاسِم الْبَغَوِيُّ وَلَا أَعْلَمُ بِهَذَا الْإِسْنَاد غَيْر هَذَا الْحَدِيث وَلَا أَدْرِي لِمَالِك بْن يَسَار صُحْبَةً أَمْ لَا . هَذَا آخِرُ كَلَامِهِ . وَفِي إِسْنَاده إِسْمَاعِيل بْن عَيَّاش وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد ، وَصَحَّحَ بَعْضُهُمْ رِوَايَتَهُ عَنْ الشَّامِيِّينَ . وَفِي إِسْنَاده أَيْضًا ضَمْضَم بْن زُرْعَة الْحَضْرَمِيّ وَهُوَ شَامِيّ وَثَّقَهُ يَحْيَى بْن مَعِين .
1272 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( وَظَاهِرهمَا )
: أَيْ ظَاهِر الْكَفَّيْنِ وَهَذَا فِي الِاسْتِسْقَاء . قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : فِي إِسْنَاده عُمَر بْن نَبْهَان الْبَصْرِيّ وَلَا يُحْتَجّ بِحَدِيثِهِ .
1273 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( عَنْ سَلْمَان )
: أَيْ الْفَارِسِيّ
( إِنَّ رَبَّكُمْ حَيِيٌّ )
: فَعِيلَ أَيْ مُبَالِغ فِي الْحَيَاء ، وَفَسَّرَ فِي حَقّ اللَّه بِمَا هُوَ الْغَرَض وَالْغَايَة ، وَغَرَض الْحَيِيّ مِنْ الشَّيْءِ تَرْكُهُ وَالْإِبَاء مِنْهُ لِأَنَّ الْحَيَاء تَغَيُّر وَانْكِسَار يَعْتَرِي الْإِنْسَان مِنْ تَخَوُّف مَا يُعَابُ وَيُذَمُّ بِسَبَبِهِ وَهُوَ مُحَالٌ عَلَى اللَّه تَعَالَى لَكِنْ غَايَتُهُ فِعْل مَا يَسُرُّ وَتَرْك مَا يَضُرُّ ، أَوْ مَعْنَاهُ عَامِل مُعَامَلَة الْمُسْتَحْيِي
( كَرِيمٌ )
: وَهُوَ الَّذِي يُعْطِي مِنْ غَيْر سُؤَال فَكَيْفَ بَعْده@

الصفحة 359