كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

إِلَى الْمَطْلُوب ، وَالْمَعْنَى اِجْعَلْ الْخَيْر الَّذِي أُنْزِلَ عَلَيْنَا سَبَبًا لِقُوَّتِنَا وَمَدَدًا لَنَا مَدَدًا طِوَالًا
( ثُمَّ رَفَعَ يَدَيْهِ )
إِلَخْ : فِيهِ اِسْتِحْبَاب الْمُبَالَغَة فِي رَفْع الْيَدَيْنِ عِنْد الِاسْتِسْقَاء وَقَدْ تَقَدَّمَ بَيَانه
( ثُمَّ حَوَّلَ إِلَى النَّاس ظَهْره )
: فِيهِ اِسْتِحْبَاب اِسْتِقْبَال الْخَطِيب عِنْد تَحْوِيل الرِّدَاء الْقِبْلَة ، وَالْحِكْمَة فِي ذَلِكَ التَّفَاؤُل بِتَحَوُّلِهِ عَنْ الْحَالَة الَّتِي كَانَ عَلَيْهَا وَهِيَ الْمُوَاجَهَة لِلنَّاسِ إِلَى الْحَالَة الْأُخْرَى وَهِيَ اِسْتِقْبَال الْقِبْلَة وَاسْتِدْبَارهمْ لِيَتَحَوَّل عَنْهُمْ الْحَال الَّذِي هُمْ فِيهِ وَهُوَ الْجَدْب بِحَالٍ آخَر وَهُوَ الْخِصْب
( وَقَلَّبَ )
: بِالتَّشْدِيدِ
( أَوْ حَوَّلَ رِدَاءَهُ )
: شَكّ مِنْ الرَّاوِي
( فَأَنْشَأَ اللَّه سَحَابَة )
: أَيْ أَوْجَدَ وَأَحْدَثَ
( فَرَعَدَتْ وَبَرَقَتْ )
: بِفَتْحِ الرَّاء أَيْ ظَهَرَ فِيهَا الرَّعْد وَالْبَرْق فَالنِّسْبَة مَجَازِيَّة قَالَ فِي النِّهَايَة بَرَقَتْ بِالْكَسْرِ بِمَعْنَى الْحِيرَة وَبِالْفَتْحِ مِنْ الْبَرِيق اللَّمَعَان
( ثُمَّ أَمْطَرَتْ بِإِذْنِ اللَّه )
: فِي شَرْح مُسْلِم جَاءَ فِي الْبُخَارِيّ وَمُسْلِم أَمْطَرَتْ بِالْأَلِفِ وَهُوَ دَلِيل لِلْمَذْهَبِ الْمُخْتَار الَّذِي عَلَيْهِ الْأَكْثَرُونَ وَالْمُحَقِّقُونَ مِنْ أَهْل اللُّغَة أَنَّ أَمْطَرَتْ وَمَطَرَتْ لُغَتَانِ فِي الْمَطَر . وَقَالَ بَعْض أَهْل اللُّغَة لَا يُقَال أَمْطَرَتْ إِلَّا فِي الْعَذَاب لِقَوْلِهِ تَعَالَى { وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ حِجَارَة } وَالْمَشْهُور الْأَوَّل . قَالَ تَعَالَى { عَارِض مُمْطِرنَا } وَهُوَ الْخَيْر لِأَنَّهُمْ يُحِبُّونَ خَيْرًا
( فَلَمْ يَأْتِ )
رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَحِلّ الَّذِي اِسْتَسْقَى فِيهِ الصَّحْرَاء
( مَسْجِده )
: أَيْ النَّبَوِيّ فِي الْمَدِينَة
( حَتَّى سَالَتْ السُّيُول )
: أَيْ مِنْ الْجَوَانِب
( رَأَى سُرْعَتهمْ )
: أَيْ سُرْعَة مَشْيهمْ وَاِلْتِجَائِهِمْ
( إِلَى الْكِنّ )
: بِكَسْرِ الْكَاف وَتَشْدِيد النُّون وَهُوَ مَا يُرِدْ بِهِ الْحَرّ وَالْبَرْد مِنْ الْمَسَاكِن . وَفِي الْقَامُوس الْكِنّ وِقَاء كُلّ شَيْء وَسِتْره @

الصفحة 36