كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

بْن حَنْبَل وَيَحْيَى بْن مَعِين وَتَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد وَفِي إِسْنَاده أَيْضًا عُبَيْد اللَّه بْن أَبِي زِيَاد الْقَدَّاح الْمَكِّيّ وَقَدْ تَكَلَّمَ فِيهِ غَيْر وَاحِد .
1279 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ )
: بِسِينِ مُهْمَلَة ثُمَّ مُوَحَّدَة مُشَدَّدَة ثُمَّ خَاء مُعْجَمَة هُوَ مِثْل تُخَفِّفِي وَزْنًا وَمَعْنًى ، أَيْ لَا تُسَبِّخِي عَنْهُ بِدُعَائِك عَلَيْهِ أَيْ لَا تُخَفِّفِي عَنْهُ الْإِثْمَ الَّذِي اِسْتَحَقَّهُ بِالسَّرِقَةِ . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ .
1280 -
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ :
( اِسْتَأْذَنْت النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْعُمْرَة )
: أَيْ مِنْ الْمَدِينَة فِي قَضَاء عُمْرَة كَانَ نَذَرَهَا فِي الْجَاهِلِيَّة
( فَأَذِنَ لِي )
: أَيْ فِيهَا
( يَا أُخَيّ )
: بِصِيغَةِ التَّصْغِير وَهُوَ تَصْغِير تَلَطُّف وَتَعَطُّف لَا تَحْقِير وَيُرْوَى بِلَفْظِ التَّكْبِير
( مِنْ دُعَائِك )
: فِيهِ إِظْهَار الْخُضُوع وَالْمَسْكَنَة فِي مَقَام الْعُبُودِيَّة بِالْتِمَاسِ الدُّعَاء مِمَّنْ عُرِفَ لَهُ الْهِدَايَة وَحَثٌّ لِلْأُمَّةِ عَلَى الرَّغْبَة فِي دُعَاء الصَّالِحِينَ وَأَهْل الْعِبَادَة ، وَتَنْبِيه لَهُمْ عَلَى أَنْ لَا يُخْضِعُوا أَنْفُسهمْ بِالدُّعَاءِ وَلَا يُشَارِكُوا فِيهِ أَقَارِبهمْ وَأَحِبَّاءَهُمْ لَا سِيَّمَا فِي مَظَانِّ الْإِجَابَة ، وَتَفْخِيم لِشَأْنِ عُمَر وَإِرْشَاد إِلَى مَا يَحْمِي دُعَاءَهُ مِنْ الرَّدّ
( فَقَالَ )
: عَطْف عَلَى قَالَ لَا تَنْسَنَا لِتَعْقِيبِ الْمُبَيَّن بِالْمُبَيِّنِ أَيْ قَالَ عُمَر فَقَالَ بِمَعْنَى تَكَلَّمَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
( كَلِمَة )
: وَهِيَ لَا تَنْسَنَا
( مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي بِهَا الدُّنْيَا )
: الْبَاء لِلْبَدَلِيَّةِ وَمَا نَافِيَة وَأَنَّ مَعَ اِسْمه وَخَبَرِهِ فَاعِل يَسُرُّنِي أَيْ لَا يُعْجِبُنِي وَلَا يُفْرِحُنِي كَوْن جَمِيع الدُّنْيَا لِي بَدَلَهَا كَذَا فِي الْمِرْقَاة
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ : وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ @

الصفحة 365