كتاب عون المعبود شرح سنن أبي داود (ط. المكبتة السلفية) (اسم الجزء: 4)

الْجَمْع وَالتَّعْدَاد
( أَوْ أَفْضَل )
: قِيلَ أَوْ لِلشَّكِّ مِنْ سَعْد أَوْ مِمَّنْ دُونَهُ ، وَقِيلَ بِمَعْنَى الْوَاو ، وَقِيلَ بِمَعْنَى بَلْ وَهُوَ الْأَظْهَرُ . قَالَ اِبْن الْمَلَك تَبَعًا لِلطِّيبِيِّ وَإِنَّمَا كَانَ أَفْضَل لِأَنَّهُ اِعْتِرَاف بِالْقُصُورِ وَأَنَّهُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يُحْصِيَ ثَنَاءَهُ ، وَفِي الْعَدّ بِالنَّوَى إِقْدَام عَلَى أَنَّهُ قَادِر عَلَى الْإِحْصَاء
( عَدَد مَا خَلَقَ )
: فِيهِ تَغْلِيب لِكَثْرَةِ غَيْر ذَوِي الْعُقُول الْمَلْحُوظَة فِي الْمَقَام
( فِي السَّمَاء )
: أَيْ فِي عَالَم الْعُلْوِيَّات جَمِيعهَا
( عَدَد مَا خَلَقَ فِي الْأَرْض )
: أَيْ فِي عَالَم السُّفْلَيَات كُلّهَا كَذَا قِيلَ ، وَالْأَظْهَر أَنَّ الْمُرَاد بِهِمَا السَّمَاء وَالْأَرْض الْمَعْهُودَتَانِ لِقَوْلِهِ
( وَسُبْحَان اللَّه عَدَد مَا خَلَقَ بَيْن ذَلِكَ )
: أَيْ مَا بَيْن مَا ذَكَرَ مِنْ السَّمَاء وَالْأَرْض
( وَسُبْحَان اللَّه عَدَد مَا هُوَ خَالِق )
: أَيْ خَالِقه أَوْ خَالِق لَهُ فِيمَا بَعْد ذَلِكَ وَاخْتَارَهُ اِبْن حَجَر الْمَكِّيُّ وَهُوَ أَظْهَرُ ، لَكِنْ الْأَدَقُّ الْأَخْفَى مَا قَالَ الطِّيبِيُّ أَيْ مَا هُوَ خَالِق لَهُ مِنْ الْأَزَل إِلَى الْأَبَد ، وَالْمُرَاد الِاسْتِمْرَار فَهُوَ إِجْمَال بَعْد التَّفْصِيل ، لِأَنَّ اِسْم الْفَاعِل إِذَا أُسْنِدَ إِلَى اللَّه تَعَالَى يُفِيدُ الِاسْتِمْرَار مِنْ بَدْء الْخَلْق إِلَى الْأَبَد كَمَا تَقُولُ اللَّه قَادِر عَالِم فَلَا تَقْصِدُ زَمَانًا دُون زَمَان كَذَا فِي الْمِرْقَاة وَفِي النَّيْلِ . وَالْحَدِيث دَلِيل عَلَى جَوَاز عَدّ التَّسْبِيحِ بِالنَّوَى وَالْحَصَى وَكَذَا بِالسُّبْحَةِ لِعَدَمِ الْفَارِق لِتَقْرِيرِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمَرْأَةِ عَلَى ذَلِكَ وَعَدَم إِنْكَاره ، وَالْإِرْشَاد إِلَى مَا هُوَ أَفْضَل لَا يُنَافِي الْجَوَاز وَقَدْ وَرَدَتْ بِذَلِكَ آثَار
قَالَ الْمُنْذِرِيُّ . وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ وَالنَّسَائِيُّ ، وَقَالَ التِّرْمِذِيُّ حَسَن غَرِيب مِنْ حَدِيث سَعْد .@

الصفحة 367